انتشرت في الأيام الأخيرة صورة لورقة إجابة طالبة تدعى “عبير” في أحد الامتحانات، وكانت الصورة محط اهتمام واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثارت ردود فعل متنوعة بين المدح والسخرية والحزن على حالة التعليم في مصر.
الواقعة
في الورقة التي نشرتها الطالبة عبير، كانت قد تركت الجزء المخصص لكتابة الإجابة فارغًا، وأرادت أن تكتب شيئًا مختلفًا على الجزء الذي يُفترض أن يكون خاليًا من الإجابات. كتبت الطالبة: “هو أنا عارفه أكتب إجابة جوه لم حكتب إجابات هنا وبعدين متفتكرش أنك بتخوفنى عشان ده إمتحان لا مش أنا يا حبيبى أنا بمتحن بس علشان أنجح وأتجوز”، ثم وقعت باسمها “عبير”.
هذه الكلمات التي كتبتها الطالبة على ورقة الإجابة أثارت جدلاً كبيرًا، إذ رأى البعض فيها نوعًا من السخرية والاستخفاف بالامتحان، بينما اعتبرها آخرون تعبيرًا عن يأس البعض من جدوى التعليم في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
ردود فعل النشطاء
تفاوتت ردود الفعل على هذه الواقعة بين التأييد والسخرية، حيث أبدى البعض إعجابهم بشجاعة الطالبة في التعبير عن أفكارها، ورأوا في كلماتها نوعًا من التمرد على النظام التعليمي الذي يضع ضغطًا كبيرًا على الطلاب دون النظر إلى مستقبلهم الفعلي. في المقابل، كان هناك آخرون يرون أن هذه الواقعة هي مثال على تدهور النظام التعليمي في مصر، حيث اعتبروا أن الطالبة قد تكون يائسة أو تعكس حالة من الاستهتار بالعملية التعليمية برمتها.
حسرة على حال التعليم
ما بين المدح والسخرية، أشار كثيرون إلى أن هذه الحادثة هي مجرد مثال صغير لما يعيشه الطلاب في النظام التعليمي المصري. كثير من الأشخاص رأوا أن الشاب أو الطالبة في المرحلة الدراسية لا يحظون بالتوجيه الصحيح أو الدعم الكافي لتحقيق طموحاتهم التعليمية أو المهنية، ما يضطرهم إلى التفكير في التعليم كوسيلة “لنجاح” شخصي يمكن أن يفتح أمامهم أبواب الزواج، بدلًا من التفكير في بناء مستقبل مهني ناجح.
الواقع التعليمي في مصر
تكشف هذه الواقعة أيضًا عن بعض من أوجه القصور التي يعاني منها النظام التعليمي في مصر. فلا يخفى على أحد أن الطلاب في مختلف المراحل التعليمية يتعرضون لضغوط كبيرة من ناحية الامتحانات والمناهج، الأمر الذي ينعكس سلبًا على تحصيلهم العلمي وأهدافهم المستقبلية. وفي الوقت نفسه، يواجه الطلاب تحديات اقتصادية واجتماعية قد تدفعهم إلى النظر إلى التعليم كوسيلة لتحقيق أهداف حياتية أخرى بعيدًا عن التفوق الأكاديمي.
حيث تعد هذة الواقعة ورقة الإجابة “عبير” تثير الكثير من التساؤلات حول أولويات الطلاب في النظام التعليمي، وكيفية تحفيزهم لتحقيق طموحات أكاديمية حقيقية بدلاً من التركيز على أهداف سطحية. وفي النهاية، يبقى التعليم جزءًا أساسيًا من بناء المجتمع، والتحدي الأكبر يكمن في كيفية إعادة إحياء الثقة في النظام التعليمي وتحفيز الطلاب على التفوق والابتكار من أجل بناء مستقبل أفضل لهم وللمجتمع بشكل عام.