أحدث إعلان الجزائر عن اكتشاف منجم ألماس ضخم في منطقة رقان جنوب البلاد ضجة هائلة في الأوساط الاقتصادية والجيوسياسية، يقدر احتياطي المنجم بعدد هائل من الأطنان من الألماس الخام مما يجعله واحدا من أكبر الاكتشافات في تاريخ صناعة الألماس، هذا الاكتشاف يشكل تحولا جذريا في سوق الألماس العالم ويأتي في وقت يعاني فيه العديد من البلدان المنتجة للألماس من تراجع في معدلات الإنتاج، وبالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع فإن هذا الاكتشاف يعد خطوة مفصلية قد تعيد تشكيل صناعة الألماس على مستوى العالم.
تأثير اكتشاف منجم الألماس على الاقتصاد الجزائري

من المتوقع أن يكون لهذا الاكتشاف تأثيرات عميقة على الاقتصاد الجزائري، منطقة رقان التي لطالما كانت تفتقر إلى الاستثمارات والتنمية قد تتحول إلى مركز رئيسي في صناعة التعدين ما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير، منجم الألماس سوف يسهم في زيادة الإيرادات الوطنية ويقلل من اعتماد الجزائر على عائدات النفط والغاز، كما أن هذا الاكتشاف يفتح الأفق أمام فرص تنمية اقتصادية متنوعة ومستدامة مما يشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية التي سوف تساهم في تحسين البنية التحتية في المناطق الصحراوية وتعزيز قطاعات مثل الصناعة والخدمات ما سوف يخلق فرص عمل جديدة ويعزز الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
تداعيات اكتشاف منجم الألماس على الأسواق العالمية
الاكتشاف الجزائري يمثل تهديدا حقيقيا للهيمنة التقليدية التي تمارسها دول مثل روسيا والولايات المتحدة على سوق الألماس العالمي، في حال تم استغلال هذا المنجم بشكل جيد فمن المتوقع أن يزداد المعروض من الألماس الخام بشكل كبير مما قد يؤدي إلى تغييرات هامة في توازن العرض والطلب في السوق العالمي، هذا التغيير قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الألماس ما يشكل ضغوطا على الشركات الكبرى التي تهيمن على القطاع، علاوة على ذلك، فإن دول الخليج مثل السعودية والإمارات التي تعتمد بشكل كبير على تجارة الألماس كجزء من استراتيجياتها الاقتصادية تتابع هذا التطور عن كثب.