الذهب، المعدن النفيس الذي يسعى الجميع لامتلاكه، لم يعد استخراجه مقتصرًا على عمليات معقدة أو أدوات متطورة وبفضل تقنيات متنوعة، أصبح بالإمكان استخراج الذهب من التراب بسهولة نسبية ولكن كيف يمكن أن يتحول التراب إلى ذهب يقدر بثروات طائلة؟ وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الطرق العلمية والتقليدية المستخدمة لاستخراج الذهب، مع تسليط الضوء على الجوانب البيئية والسلامة.
الطريقة التقليدية: الغربلة والتصفية
تُعد الغربلة من أقدم الوسائل لاستخراج الذهب، وتعتمد على فصل الذهب عن الرمال أو التراب باستخدام الماء وتتم العملية بوضع الرمال المحتوية على الذهب داخل غربال معدني وتحريكه بحركة دائرية تحت الماء ونتيجة كثافته العالية، يترسب الذهب في قاع الغربال بينما تُزال المواد الأخف.
تتميز هذه الطريقة ببساطتها وكونها لا تتطلب أدوات معقدة، مما يجعلها شائعة بين المنقبين التقليديين في المناطق الغنية بالذهب ومع ذلك، فإن فعاليتها تعتمد على تركيز الذهب في المواد المستخدمة.
الطريقة الكيميائية: استخدام الزئبق أو السيانيد
تمثل الطرق الكيميائية تطورًا ملحوظًا في استخراج الذهب، حيث تُستخدم مواد كيميائية مثل الزئبق أو السيانيد لتحقيق نتائج دقيقة وسريعة:
- استخدام الزئبق:
يتم خلط التراب المحتوي على الذهب بالزئبق، مما يؤدي إلى تكوين ملغم (خليط من الذهب والزئبق). عند تسخين هذا الخليط، يتبخر الزئبق، تاركًا الذهب الصافي.- المزايا: سرعة العملية وفعاليتها.
- العيوب: مخاطر صحية وبيئية عالية بسبب سمية الزئبق.
- استخدام السيانيد:
تُعتبر هذه الطريقة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في الصناعة. يتم إذابة الذهب من التراب بواسطة محلول السيانيد، ثم يُستخلص الذهب باستخدام مواد مختزلة.- المزايا: كفاءة عالية حتى مع تركيزات منخفضة من الذهب.
- العيوب: تتطلب إجراءات أمان صارمة بسبب سمية السيانيد وتأثيره السلبي على البيئة.
الجوانب البيئية وتحذيرات السلامة
رغم الفوائد الاقتصادية لاستخراج الذهب، إلا أن هذه العمليات تحمل مخاطر بيئية وصحية جسيمة. التعامل مع الزئبق والسيانيد يمكن أن يؤدي إلى:
- تلوث المياه والتربة.
- آثار سلبية على صحة الإنسان إذا لم تُستخدم معدات الوقاية الشخصية بشكل صحيح.
لذلك، يجب على العاملين في هذا المجال الالتزام بمعايير السلامة واستخدام تقنيات صديقة للبيئة مثل إعادة تدوير المواد الكيميائية وتقليل انبعاثاتها.