العنبر، تلك المادة النادرة التي تشكلت من راتينج الأشجار المتحجر منذ ملايين السنين، يعد واحدًا من أكثر الأحجار الكريمة قيمة في العالم، ويمتاز بجماله الطبيعي وألوانه الدافئة التي تتراوح بين الأصفر الذهبي والأحمر الداكن، إلى جانب قيمته العلمية والتاريخية، وتمثل الاكتشافات المرتبطة بالعنبر فرصة للتعرف على تاريخ الأرض وتطورها البيئي، كما تضيف قيمة ثقافية وتراثية إلى الدول التي تحويه أراضيها.
اكتشاف مذهل في رومانيا
في واحدة من أبرز الاكتشافات، تم العثور على قطعة عنبر نادرة بوزن 3.5 كيلوجرام في جنوب شرق رومانيا، وهذه القطعة، التي كانت تستخدم كسدادة باب لعقود طويلة، تبين أنها واحدة من أكبر قطع العنبر في العالم، وتقدر قيمتها بحوالي 1.1 مليون دولار أمريكي، ما يعادل أكثر من 53 مليون جنيه مصري.
القصة وراء الاكتشاف
بدأت القصة عندما عثرت امرأة مسنة على الصخرة في مجرى مائي بالقرب من قريتها كولتي، واستخدمتها في منزلها دون معرفة قيمتها الحقيقية، وبعد وفاتها، لفتت الصخرة انتباه أحد أقاربها الذي قام بفحصها ليكتشف أنها قطعة فريدة من العنبر، وتم بيعها لاحقًا للدولة الرومانية، وتم تصنيفها ككنز وطني، واليوم، تعرض هذه القطعة في المتحف الإقليمي بمقاطعة بوزاو.
أهمية الاكتشاف
وفقًا للخبراء، يعود عمر هذه القطعة إلى ما بين 38 و70 مليون سنة، ما يجعلها ذات أهمية علمية كبيرة، وأشار دانييل كوستاش، مدير المتحف الإقليمي، إلى أن هذا الاكتشاف يضيف قيمة لا تقدر بثمن للتراث الوطني الروماني ويعزز من مكانة البلاد عالميًا.
قيمة العنبر عالميًا
العنبر ليس مجرد حجر كريم؛ بل هو نافذة تطل على تاريخ الأرض وحياة الكائنات الحية التي عاشت فيها، وهو ما يجعله مادة مميزة للعلماء والمؤرخين وصائغي المجوهرات على حد سواء.