شهدت القارة الإفريقية حدثًا استثنائيًا بعد الإعلان عن اكتشاف ضخم للغاز الطبيعي في موزمبيق، وهو تطور يساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية ويمنح آمالاً جديدة للقطاع الطاقي في القارة، هذا الاكتشاف يأتي في وقت تواجه فيه الدول الإفريقية أزمات طاقة متواصلة، مما يجعله إنجازًا لافتًا، ليس فقط لموزمبيق بل للسوق العالمي وقد يعزز هذا الاكتشاف قدرة موزمبيق على توفير إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا التي تسعى للابتعاد عن الاعتماد على الغاز الروسي.
تفاصيل اكتشاف الغاز في موزمبيق
في مايو 2023 أعلنت شركة “ساسول” الجنوب إفريقية عن اكتشاف بئر غاز جديدة تُعرف بـ”بونيتو-1″ في حوض موزمبيق البري حيث تم حفر هذا البئر بين مارس وأبريل 2023 في منطقة الامتياز “بي تي 5-سي” التي حصلت عليها الشركة في إطار تراخيص التنقيب عام 2018 ويقع هذا الاكتشاف على عمق يقارب 2000 متر بين حقلي “باندي” و”تاماني” مما يعزز موقع موزمبيق كثالث أكبر احتياطي للغاز في إفريقيا بعد نيجيريا والجزائر.
الأهمية الاقتصادية للاكتشاف
تمثل احتياطيات الغاز في موزمبيق فرصة لتحسين الاقتصاد الوطني وتعزيز صادرات الغاز فمنذ 2010 أظهرت الدولة طموحًا لتصبح من بين أكبر عشرة مصدرين للغاز عالميًا، ويأتي هذا الاكتشاف ليعزز تلك الطموحات ويدعم البنية الاقتصادية بمشروعات استثمارية جديدة إلا أن هذه المكاسب تواجه تحديات أمنية تتمثل في النزاعات المسلحة التي قد تعيق تطور القطاع وهذا يستدعي وضع استراتيجيات لمواجهة تلك المخاطر.
دور شركة ساسول في التنقيب عن الغاز
تلعب “ساسول” دورًا محوريًا في قطاع الطاقة في موزمبيق، حيث تمتلك 70% من حقوق التنقيب في منطقة “بي تي 5-سي”، وعلى الرغم من أن الشركة أوقفت مشروع خط أنابيب الغاز الذي كان يربط جنوب إفريقيا بشمال موزمبيق عام 2022، إلا أن الاكتشاف الأخير يمنحها فرصة جديدة للتوسع، خاصة مع زيادة الطلب الأوروبي على الغاز.