تعتبر قرية “ماخونيك” واحدة من أكثر القصص غرابة في العالم، حيث أطلق عليها اسم “موطن السنافر الحقيقيين” بسبب قصر قامة سكانها، مما جعلها محط أنظار العلماء والمختصين فتقع هذه القرية في مقاطعة خرسان الجنوبية في إيران، بالقرب من الحدود الأفغانية ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى مجرد قرية نائية في منطقة قاحلة، فإنها تخفي وراءها قصة مثيرة حول ظاهرة التقزم التي يعاني منها سكانها منذ قرون.
التقزم في قرية “ماخونيك”
منذ ما يقارب مئة عام، بدأت قرية “ماخونيك” تشهد ظاهرة غريبة تمثلت في تقزم سكانها بشكل ملحوظ فهذه الظاهرة دفعت الخبراء إلى تسميتها “قرية الأقزام”، بل إن البعض أطلق عليها “أرض السنافر”، في إشارة إلى شخصيات السنافر الصغيرة في المسلسل الكرتوني الشهير.
منازل “ماخونيك”: دليل آخر على ظاهرة التقزم
تتميز بيوت قرية “ماخونيك” بأنها صغيرة جدًا، مما يعكس التكيف البيئي مع حالة سكانها الجسدية فيبلغ عدد المنازل في القرية حوالي 200 منزل، العديد منها بُني باستخدام الطين والحجارة والمثير في الأمر أن نحو 8 من هذه المنازل مصممة بارتفاع منخفض جدًا، حيث لا تتجاوز ارتفاعاتها الـ 20 مترًا.
أسباب ظاهرة التقزم
- زواج الأقارب: الحياة المعزولة في القرية دفعت السكان إلى الزواج من أقاربهم من الدرجة الأولى، مما ساهم في انتقال الجينات السيئة عبر الأجيال.
- سوء التغذية: النظام الغذائي في قرية “ماخونيك” كان يعتمد على محاصيل بسيطة مثل اللفت، الحبوب، الشعير، والفواكه التي تشبه التمر.
- مياه الشرب الملوثة بالزئبق: أشارت بعض الدراسات إلى أن المياه الملوثة بالزئبق قد تكون أحد الأسباب المساهمة في ظاهرة التقزم، حيث أظهرت بعض الأبحاث وجود علاقة بين الزئبق في مياه الشرب وتأثيراته السلبية على النمو.
البيئة الصعبة التي جعلت الحياة في “ماخونيك” أكثر صعوبة
تُعد المنطقة التي تقع فيها قرية “ماخونيك” قاحلة وجافة، مما يجعل الزراعة وتربية الحيوانات أمرًا بالغ الصعوبة فهذا الوضع البيئي الصعب قد ساهم في ندرة الطعام والموارد الأساسية التي يحتاجها سكان القرية. وقد أدى ذلك إلى اعتماد السكان على محاصيل زراعية محدودة، مما أثر سلبًا على صحتهم العامة.
استمرار ظاهرة التقزم: تأثير الجينات والعزلة
مما لا شك فيه أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في انتشار ظاهرة التقزم في “ماخونيك”. الجينات السيئة التي تم انتقالها عبر الأجيال بسبب زواج الأقارب ساهمت في استمرار هذه الظاهرة لأكثر من مئة عام وعلى الرغم من المحاولات للتغلب على هذه المشكلة، إلا أن تأثيرات العزلة والمشاكل الصحية المتعلقة بسوء التغذية والبيئة قد جعلت من الصعب تحسين الوضع.