يُعتبر عسل النحل من السلع التي تشهد إقبالاً كبيراً، خاصة في فصل الشتاء، لما له من فوائد صحية متعددة، أبرزها تعزيز المناعة وحماية الجسم من الأمراض لكن، يعاني العديد من المستهلكين من تعرضهم للغش عند شراء العسل، ليكتشفوا لاحقاً أنه ليس أصلياً، بل تم خلطه بمواد وسكريات أخرى بهدف تحسين لونه وملمسه دون أن يحمل الفوائد المعروفة.
اختلافات طبيعية في العسل
أكد تقرير صادر عن قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية، أن العسل يتفاوت في لونه من عديم اللون تقريباً إلى البني الداكن، كما يتباين قوامه بين السائل اللزج أو المتبلور جزئياً أو كلياً، ويعتمد ذلك على مصدر رحيق الأزهار الذي تغذى عليه النحل وأوضح التقرير أن العسل الأصلي يحتوي على مكونات غذائية هامة، مثل السكريات والفيتامينات والإنزيمات والأملاح المعدنية، إضافة إلى البروتينات والزيوت التي تمنحه الطعم والرائحة المميزة.
طرق الغش المتبعة في العسل
أشار التقرير إلى أن الغش في العسل يتم عبر عدة طرق، من أبرزها:
إضافة محلول سكر السكروز.
إضافة محلول سكر الجلوكوز التجاري.
إضافة محلول السكر المحول.
إضافة العسل الأسود.
إضافة الماء كما كشف التقرير عن بعض النحالين الذين يغذون النحل على شراب البيبسي كولا، مما يغير من طعم العسل ولونه ليحاكي العسل الأصلي، أو يتم إضافة العسل الأسود لزيادة اللون والطعم.
طرق اكتشاف العسل المغشوش
هناك عدة طرق يمكن للمستهلك من خلالها التمييز بين العسل الأصلي والمغشوش، ومنها:
1. إجراء تحاليل مخبرية معتمدة في مختبرات متخصصة، مثل تلك الموجودة في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية.
2. الاعتماد على الخبرة الشخصية: حيث يمكن ملاحظة طعم شمع النحل ونكهته المميزة التي تعكس مصدره النباتي، مثل البرسيم أو القطن.
3. اختبار الخيط: عند سحب ملعقة من العسل، إذا تشكل خيط مستمر من العسل، فهذا يشير إلى جودته أما إذا انقطع الخيط، فذلك يدل على الغش.
4. اختبار العود الثقاب: بغمس عود ثقاب في العسل ومحاولة إشعاله، إذا اشتعل العود فهذا يعني أن العسل أصلي، بينما عدم اشتعاله يشير إلى إضافة الماء.
العسل والمصدر النباتي
من جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس قسم بحوث النحل في معهد بحوث وقاية النباتات، أن نوع العسل يختلف باختلاف نوع الأزهار التي يجمع منها النحل الرحيق وتتنوع ألوان العسل من الفاتح إلى الداكن، ويتفاوت مذاقه ومحتوياته بحسب المصدر النباتي وأضاف أن مشاريع تربية النحل لا تتطلب وقتاً طويلاً من المربي، حيث يمكن تخصيص يوم واحد في الأسبوع فقط للاعتناء بالخلايا، ما يجعلها مصدر دخل إضافي ملائم للموظفين وأصحاب المهن الأخرى كما أشار إلى أن التغيرات المناخية تعد من أكبر التحديات التي تواجه صناعة النحل، مؤكداً أهمية اتباع التوصيات الفنية لرعاية النحل بالشكل الأمثل.
وأوضح فتح الله أن نحل العسل يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التنوع المحصولي، حيث يساهم في تلقيح 85% من المحاصيل الغذائية حول العالم، ويعزز إنتاج المحاصيل التصديرية مثل الموالح، مما يساهم في تحسين جودة المنتجات وتقليل التشوهات في محاصيل مثل الفراولة.