الشاي الفتلة، أحد أكثر المشروبات انتشارا في حياتنا اليومية، قد يبدو بسيطا وسهل التحضير، لكنه يخفي بين طياته مخاطر صحية محتملة تستدعي الانتباه، كشف عدد من الخبراء والباحثين الطبيين عن التأثيرات السلبية لاستخدام أكياس الشاي المصنوعة من مواد بلاستيكية على صحة الإنسان، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول البدائل الأكثر أمانا.
جزيئات البلاستيك وتأثيراتها السامة
بحسب ما أوضحته الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري أمراض البكتيريا والمناعة، فإن بعض أكياس الشاي الفتلة تحتوي على طبقة رقيقة من البلاستيك عند وضع هذه الأكياس في الماء المغلي، تبدأ جزيئات البلاستيك بالتسرب إلى المشروب، ما يرفع من احتمالات تأثيرها السلبي على الصحة وتشير الدراسات إلى أن تراكم هذه الجزيئات قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل ضعف الجهاز العصبي، وأمراض مزمنة كألزهايمر.
دراسات دولية حول البلاستيك الدقيق
أجرت جامعة برشلونة المستقلة بحثا حول تأثير أكياس الشاي على الصحة، وكشفت أن كيس شاي واحد قادر على إطلاق مليارات الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الماء وهذه الجزيئات قد يتم امتصاصها من قبل الخلايا المعوية أو تصل إلى نواة الخلية، حيث تحدث تغييرات في المادة الوراثية وأظهرت تجارب أخرى أن البلاستيك الدقيق يساهم في تسريع انتشار الخلايا السرطانية وزيادة معدلات الإصابة بأمراض خطيرة.
الصحة الإنجابية والتأثيرات بعيدة المدى
ربطت أبحاث متعددة بين التعرض للبلاستيك الدقيق ومشكلات الخصوبة وأظهرت إحدى الدراسات أن الحيوانات المنوية المعرضة لهذه الجزيئات كانت أقل قدرة على الحركة، مما يقلل من فرص الإخصاب بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب البلاستيك في تغييرات دائمة في الأعضاء التناسلية للأطفال عند تعرضهم له منذ الصغر.
نصائح لتقليل المخاطر
للحفاظ على الصحة، يوصى بتجنب استخدام أكياس الشاي الفتلة المصنوعة من البلاستيك قدر الإمكان ويفضل اللجوء إلى أنواع الشاي الكشري أو الشاي الفتلة المصنعة من مواد ورقية آمنة ومعروفة المصدر، كما ينصح بمراجعة مكونات المنتج قبل شرائه لضمان خلوه من المواد الضارة.
على الرغم من أن الشاي الفتلة يبدو خيارا مريحا، فإن المخاطر الصحية المرتبطة به تتطلب إعادة النظر في عاداتنا اليومية ومن الضروري أن نكون أكثر وعيا بالمواد التي نتعرض لها، سواء في الأطعمة أو المشروبات، حفاظا على صحتنا وصحة الأجيال القادمة.