في اكتشاف أثري حديث، أعلنت وزارة الآثار عن الكشف عن مصطبة أثرية تعود إلى طبيب في العهد القديم، يدعى “تيتي نب فو”، الذي عاش في فترة الملك بيبي الثاني، أحد حكام الأسرة السادسة من الدولة القديمة وقد أضاف هذا الكشف قيمة كبيرة للتاريخ المصري القديم، خصوصًا في مجال دراسة الحياة اليومية في تلك الفترة، من خلال النقوش والرسومات التي تزين جدران المصطبة.
العثور على كنز أثري مذهل يُقدر بملايين تحت التمثال بعد 5000 سنة
كان “تيتي نب فو” شخصية بارزة في عهد الملك بيبي الثاني، حيث شغل العديد من المناصب الرفيعة في الدولة القديمة. فقد كان “كبير أطباء القصر”، مما يعكس مكانته الهامة في محكمة الملك. كما حمل لقب “كاهن الآلهة سركت”، مما يعكس دوره الديني والروحاني في ذلك الوقت ولعل أبرز ألقابه كان “ساحر الآلهة سركت”، حيث كان متخصصًا في علاج اللدغات السامة من العقارب والثعابين، وهو أمر يعكس معرفته الطبية العميقة في التعامل مع السموم والعلاج الطبيعي.
كان أيضًا “عظيم أطباء الأسنان” و”مدير النباتات الطبية”، مما يعكس تعدد مهاراته الطبية التي شملت المجالات المختلفة من الطب البديل والعلاج بالأعشاب.
أهمية الاكتشاف
صرح محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن هذا الكشف يُعد إضافة هامة لتاريخ المنطقة الأثرية، حيث يفتح نافذة جديدة على ثقافة الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة. خاصة أن النقوش والرسومات الموجودة على جدران المصطبة تقدم معلومات غنية حول العادات والمعتقدات الطبية والدينية في تلك الفترة. من خلال هذه النقوش، يتضح كيف كانت الحياة في محكمة الملك بيبي الثاني، وكذلك كيفية تعامل الأطباء مع الأمراض والإصابات.
التفاصيل الفنية للمصطبة
على الرغم من تعرض المصطبة للسرقة في عصور سابقة، إلا أن الجدران الداخلية ظلت سليمة وتحتوي على نقوش رائعة الجمال. من بين أبرز الاكتشافات كانت الصور الملونة التي تزين جدران المقبرة، بما في ذلك صورة باب وهمي ملون بألوان زاهية، بالإضافة إلى مناظر تصور الأثاث الجنائزي ومتاع الحياة اليومية. كما تم العثور على قائمة بأسماء القرابين التي كانت تقدم للآلهة، مما يسلط الضوء على الممارسات الدينية في تلك الفترة.