في خطوة هامة في عالم الآثار، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية يوم السبت عن اكتشاف مدهش في منطقة البهنسا بمحافظة المنيا(251 كيلومترًا جنوب القاهرة) و فقد توصلت البعثة الأثرية المشتركة بين مصر وإسبانيا، والتي تضم علماء من جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى عدد من المقابر التي تعود للعصر البطلمي، محملة بكنوز أثرية من ألسنة وأظافر ذهبية، إلى جانب مومياوات وهياكل عظمية وتوابيت مزينة بنقوش وكتابات ملونة.
العثور على ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي تسـاوي ملايين الدولارات في مصر
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يعد سابقة في التاريخ الأثري، إذ يعتبر أول ظهور لبقايا آدمية تحتوي على ألسنة وأظافر ذهبية في منطقة البهنسا وهذه الأجزاء الذهبية للمومياوات تضاف إلى العديد من المناظر والنصوصذات الطابع المصري القديم، التي ظهرت لأول مرة في المنطقة، ما يعكس مدى تأثير الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي.
تفاصيل الاكتشاف
من بين أبرز اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، تم اكتشاف جعران القلب في مكانه الأصلي داخل إحدى المومياوات، إضافة إلى 29 تميمة من بينها تمائم لـ”عمود جد”، وجعارين تمثل معبودات مصرية قديمة مثل حورس وإيزيس وجحوتي. كما تم العثور على بئر دفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة جماعية تحتوي على صالة رئيسية، وتقود إلى ثلاث حجرات تضم عشرات المومياوات المتراصة جنبًا إلى جنب، مما يشير إلى استخدامها كمقبرة جماعية.
دلالات ثقافية ودينية
يوضح الدكتور حسان إبراهيم عامر، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة، أن الاكتشاف يعكس العادات الدينية المتبعة في العصر البطلمي، حيث كانت توضع ألسنة ذهبية في أفواه المومياوات حتى يتمكن المتوفى من التحدث بصدق أمام الآلهة. أما الأظافر الذهبية، فهي تقليد متبع لدى الملوك في مصر القديمة، مثلما تم العثور على تلبيس الأظافر الذهبية في مقبرة توت عنخ آمون، مما يرمز إلى الثراء والمكانة العالية للمتوفى.
أهمية منطقة البهنسا الأثرية
تعتبر قرية البهنسا من أبرز المناطق الأثرية في مصر، حيث تحتوي على آثار تعود إلى العصور المصرية القديمة، بالإضافة إلى العصور اليونانية والرومانية، فضلاً عن القبطي والإسلامي. وقد سبق لبعثة التنقيب أن اكتشفت العديد من القطع الأثرية والمومياوات في المنطقة، مما يسلط الضوء على ثروة تاريخية فريدة تعكس تنوع الحضارات التي مرت بها مصر.
التأثير على دراسة الحضارة المصرية القديمة
يشير الدكتور خالد سعد، الخبير الأثري، إلى أن هذه الاكتشافات تفتح نافذة جديدة لفهم الفكر الديني في مصر القديمة، خاصة فيما يتعلق بممارسات الدفن والشعائر المرتبطة بالموت. كما أن التمائم والجعارين التي تم العثور عليها تسهم في تقديم صورة دقيقة عن المعتقدات الدينيةالمرتبطة بالآلهة والمعبودات في تلك الحقبة