“قوة الذاكرة في متناول يدك”.. استراتيجيات علمية لزيادة التركيز والتخلص من النسيان!

تعد مشكلة النسيان وضعف التركيز واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الكثيرين ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود طريقة بسيطة وفعّالة لتحسين الذاكرة وتعزيز التركيز بشكل دائم، وهي أقل تعقيدًا مما قد نتوقع. يكمن السر في الاسترخاء لفترة قصيرة في بيئة ذات إضاءة خافتة بعد محاولة تعلم معلومات جديدة، حيث يمكن لهذا الأسلوب أن يعزز قدرتك على استرجاع المعلومات بشكل كبير، متفوقًا على طرق الحفظ التقليدية القائمة على التكرار المستمر.

أهمية الراحة بعد التعلم

تشير الدراسات إلى أن تخصيص فترة استرخاء قصيرة بعد تعلم معلومات جديدة يمكن أن يحسّن عملية تخزين الذكريات وخلال هذه الفترة، يُنصح بتجنب أي أنشطة قد تشتت الذهن مثل تصفح الإنترنت أو مراجعة البريد الإلكتروني، لأن هذه الأنشطة تعرقل عملية تكوين الذكريات وببساطة، يتيح الاسترخاء للدماغ استعادة نشاطه ومعالجة المعلومات بفعالية أكبر.

فوائد مذهلة للأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة

لا تقتصر هذه الطريقة على تحسين الذاكرة للأشخاص الأصحاء فقط، بل توفر أيضًا فوائد مهمة لأولئك الذين يعانون من فقدان الذاكرة أو بعض أنواع الخرف وتشير الأبحاث إلى أن فترات الاسترخاء القصيرة قد تفتح آفاقًا جديدة لاستغلال قدرات الدماغ على التعلم والتذكر، مما يجعلها أداة قيّمة لتحسين جودة الحياة.

تجربة رائدة تعود إلى عام 1900

في مطلع القرن العشرين، وثّق الباحثان جورج إلياس مولر وألفونس بيلزكر أهمية الاسترخاء في تعزيز الذاكرة. في تجربتهما، طُلب من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات بلا معنى، ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى استمرت في الحفظ مباشرة، بينما أخذت الثانية فترة استراحة قصيرة.

النتائج كانت مذهلة؛ حيث تمكنت المجموعة التي استراحت من تذكر المعلومات بنسبة 50% مقارنة بـ 28% فقط للمجموعة الأخرى.

الدراسات الحديثة تعيد تسليط الضوء

رغم أهمية هذه النتائج، إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي حتى مطلع القرن الحالي. قام باحثون مثل سيرغيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري بإجراء دراسات جديدة تركزت على تأثير الراحة على الذاكرة، خاصة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات دماغية. أظهرت هذه الدراسات أن فترات الراحة القصيرة يمكن أن تزيد من قدرة الأفراد على تذكر المعلومات بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف.

فوائد الاسترخاء للأصحاء والمرضى

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الأصحاء أيضًا استفادوا من فترات الراحة القصيرة، حيث ارتفعت قدرتهم على استرجاع المعلومات بنسبة تتراوح بين 10% و30%. من جهة أخرى، وجدت الباحثة مايكلا ديوار من جامعة هيريوت وات أن هذه الفترات القصيرة لا تعزز فقط الذاكرة اللفظية، بل تحسن أيضًا القدرة على تذكر المواقع في بيئات الواقع الافتراضي.

تأثير إيجابي على مرضى ألزهايمر والسكتة الدماغية

تمتد فوائد الاسترخاء لتشمل المرضى، حيث أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يحقق تحسنًا ملحوظًا في قدرة الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمتوسطة على تذكر المعلومات.