“السعوديين طايرين من الفرحة”.. المملكة السعودية تبني أكبر نهر صناعي في التاريخ وسط الرمال بعمق 12 مليون متر.. “معجزة هندسية للعالم”!!

لطالما كانت المملكة العربية السعودية واحدة من البلدان التي عاشت تحديات كبيرة فيما يخص قلة الموارد المائية، حيث يفرض عليها المناخ الصحراوي القاسي ظروفاً شديدة التحدي في تأمين مياه الشرب والزراعة ولكن مع التقدم التكنولوجي الكبير والتخطيط الاستراتيجي، باتت المملكة على وشك تحقيق قفزة كبيرة قد تقلب موازين التحديات المائية في المنطقة والعالم. فما هي هذه الخطوة الجديدة؟ وما الذي يجعلها حلمًا يتحقق في ظل واقع جغرافي صعب؟

المملكة السعودية تبني أكبر نهر صناعي في التاريخ وسط الرمال بعمق 12 مليون متر

المملكة العربية السعودية، التي تُعد من أكبر البلدان الصحراوية في العالم، تعتمد بشكل رئيسي على الأمطار والأبار الجوفية لتأمين احتياجاتها من المياه. كونها تفتقر إلى الأنهار العذبة، جعل ذلك المياه أحد أكبر التحديات التي تواجهها على مر العصور. تحتوي المملكة على أكبر صحراء غربية في العالم، ويتميز مناخها بالحرارة القاسية خلال الصيف، حيث لا تتجاوز كمية الأمطار السنوية مستويات متواضعة.

وبالرغم من ذلك، تستمر المملكة في توفير مصادر مياهها من خلال عدة آليات، أبرزها المياه السطحية المتواجدة في المناطق الغربية والجنوبية الغربية، التي تساهم في 10% من إمدادات المياه. كما أن السعودية تعتمد على المياه الجوفية، التي تمثل نحو 84% من احتياجاتها المائية، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه التي أسستها منذ الثمانينات.

الاستعانة بالتكنولوجيا: تعبئة المياه الجوفية

في ظل الاعتماد الكبير على المياه الجوفية، عملت المملكة على تطوير تقنيات حديثة لمواجهة مشكلة شح المياه. ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها المملكة كانت الاستعانة بشركة “أرامكو” لتحديد مواقع المياه الجوفية العميقة، خاصة في الشمال والشرق. من خلال هذه التكنولوجيا، تمكنت المملكة من استغلال طبقات المياه الجوفية بشكل أكثر فاعلية.

كما يُعتبر مشروع “واصية” أكبر طبقة مياه جوفية في المملكة، والذي يحتوي على مخزون مائي أكبر من ذلك الموجود في الخليج العربي. وهذا يُظهر كيف أن السعودية تستثمر في تكنولوجيا متقدمة لإدارة مواردها المائية في ظل تحديات الطبيعة.

الحل المستقبلي: نهر صناعي سعودي ضخم

ورغم الجهود المستمرة في تعبئة المياه الجوفية وتحلية مياه البحر، إلا أن المملكة قررت أخيرًا أن تتجه نحو فكرة مبتكرة ومثيرة، وهي إنشاء أطول نهر صناعي في العالم. تم الإعلان عن المشروع الضخم الذي سيحمل اسم “النهر السعودي العظيم”، والذي سيكون أطول من نهر النيل، حيث يمتد على مسافة 12,000 كيلومتر بعمق 4 أمتار وعرض 11 مترًا.

يهدف المشروع إلى نقل المياه الصالحة للشرب من المناطق الساحلية إلى جميع أنحاء المملكة، مع تجهيز النهر بأنابيب ضخمة مقاومة للتآكل بقطر 2.25 متر. هذا النهر، الذي سيكون واحدًا من أكبر شبكات المياه المحلاة في العالم، سيغذي حوالي 35 مليون شخص في السعودية بالمياه العذبة.

الأبعاد الاقتصادية والبيئية للمشروع

إلى جانب توفير المياه العذبة للمواطنين، سيؤدي هذا المشروع إلى تعزيز قدرة المملكة على توليد الطاقة الكهرومائية، حيث تشير التوقعات إلى زيادة قدرات محطات تحلية المياه لتصل إلى 24 مليون و884 ألف ميجاوات في الساعة كما أن هذا النهر الصناعي سيكون حجر الزاوية في تحقيق رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة البيئية.