نجد أن رمز الصيدلة يحتوي على أفعى ملتفة حول كأس كبير، وتقوم بوضع سمها في ذلك الكأس، ويربط البعض الناس حاليًا رمز الأفعى بسمها، لأنها تحتوي على الداء والدواء، حيث أن سم الأفعى قد يكون قاتلًا ويمكن أن يكون سببا للعلاج، ولكن هل هذا هو السبب وراء استخدام الثعبان والكأس رمزًا للصيدلة، أم أن هناك بعدًا أعمق لهذه القصة؟
رمز الثعبان رمزا للصيدلة
وفي هذا الإطار، صرح الدكتور أحمد بدر الدين صيدلي، إن طالب الصيدلة يقوم بدراسة هذه القصة في بداية دراسته الجامعية، كونها تنسب إلى إله الشفاء «أسكليبيوس» وفقًا لـ الأساطير اليونانية، لافتًا إلى أن «أسكليبيوس» تعلم فن الشفاء من والده أبولو والقنطور شيرون، وبمرور الوقت، بات ماهرًا للغاية في الجراحة واستخدام الأدوية لدرجة أنه يعتبر مؤسسًا للطب، كما كان يظن أن أسكليبيوس يمتلك القدرة على إعادة إحياء الموتى.
وأضاف «بدر الدين»، أن الأسطورة تشير إلى أن مهارة أسكليبيوس إلى جانب قدرته على إحياء الموتى كانت مصدر قلق لزيوس (كبير الآلهة)، إذ إن هذه القوة العلاجية ستجعل البشرية خالدة، وبدافع الخوف، تم قتل أسكليبيوس بصاعقة، ولاحقًا بني معبد لأسكليبيوس، وتم العثور على ثعابين تبدو ميتة في الداخل، وعند محاولة الناس مسكها أو الاقتراب منها كانت تعود للحياة من جديد، وبالتالي تم تفسير ذلك على أن أسكليبيوس يمكنه إعادة الثعابين إلى الحياة من خلال قوى الشفاء.
ولفت «بدر الدين»، إلى منذ نحو 300 قبل الميلاد، انتشرت شعبية أسكليبيوس بشكل كبير وبدأ الحجاج يتوافدون على معابدهم الشافية (أسكليبيا) حتى يتم شفاؤها من أمراضهم، وأصبحت الثعابين تعتبر رمز لأسكليبيوس الطب والرعاية الصحية.
متى استخدم رمز الثعبان رمزا للصيدلة
كما أوصح «بدر الدين»، أن استخدم الثعبان والكأس رمزًا لمهنة الصيدلة بدأ منذ حوالي 200 عام تقريبًا، مضيفًا أنه منذ عام 1796 استخدم على عملة معدنية لجمعية الصيدلة الباريسية، وتم تبنيه لاحقًا من جانب عدد من جمعيات الصيدليات الوطنية، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وباكستان، إلى جانب الاتحاد الصيدلاني الدولي، وأصبح الرمز المعتمد للدواء ومجال الصيدلة عمومًا.