“هيغرقو في بحار فلوووس”.. العثور على ساعة نادرة مصنوعة من الزمرد ومرصعة بالأحجار الكريمة تساوي ملايين الدولارات… “ثروة مدفونة في هذه الدولة؟؟”

في اكتشاف غير مسبوق، عثر عمال بناء في مدينة لندن عام 1912 على واحدة من أعظم التحف الفنية التي تنتمي إلى عالم المجوهرات التاريخية وتحت أرضية قبو قديم في منطقة Cheapside، بالقرب من كاتدرائية سانت بول، تم العثور على ساعة نادرة من الزمرد الأخضر مرصعة بأحجار كريمة، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة قرون، وتعتبر واحدة من أفضل الصناعات الجوهرة في العصر الإليزابيثي.

العثور على ساعة نادرة مصنوعة من الزمرد ومرصعة بالأحجار الكريمة تساوي ملايين الدولارات

الساعة التي تم اكتشافها في الموقع تُعد من بين أندر القطع في عالم المجوهرات القديمة. تم صنعها من معدن الميناء النادر والزمرد الأخضر، وهي مرصعة بأحجار كريمة تبرز جمالها الفريد وتم تزويد الساعة بقطعة كريستال زمرد كولومبي واحدة، والتي تعد واحدة من أندر وأثمن أنواع الزمرد في العالم. تاريخ الساعة يعود إلى القرن السابع عشر، وتحديدًا إلى عصر الملكة إليزابيث الأولى، وتعد من أفضل الصناعات في ذلك الوقت.

كنز تاريخي: 500 قطعة من العصر الإليزابيثي

إلى جانب الساعة، تم اكتشاف 500 قطعة أخرى من المجوهرات والتحف الفنية التي تعود إلى العصر الإليزابيثي. هذه القطع تعكس ذوق وثراء الطبقة العليا في تلك الحقبة الزمنية والأبحاث التي أجراها المتخصصون كشفت أن هذه التحف كانت قد خُبئت في هذا المكان بواسطة صائغ مجوهرات كان قد شارك في الحرب الأهلية الإنجليزية.

أسرار الحريق العظيم في لندن

الكنز الذي تم اكتشافه تحت القبو يحمل أيضًا أدلة تاريخية تشير إلى فترة حريق لندن العظيم الذي وقع في عام 1666م. الحفريات التي تمت في الموقع أظهرت آثارًا تشير إلى الأضرار التي خلفها هذا الحريق المدمر، والذي دمر جزءًا كبيرًا من مدينة لندن. من المحتمل أن يكون هذا الحريق هو الذي دفع الصائغ إلى إخفاء الكنز داخل القبو، حيث كانت المخاوف من تعرض المجوهرات والكنوز للفقدان كبيرة جدًا في تلك الفترة.

دلالة تاريخية: خاتم Viscount Stafford

مع الكنز، تم العثور على خاتم يحمل شعار Viscount Stafford، مما يعطي دلالة على تاريخ الكنز وأصله. هذا الشعار يعود إلى عائلة ستافورد في المملكة المتحدة، مما يشير إلى أن الكنز قد يعود إلى شخصيات ذات صلة بالنبلاء أو حتى الطبقات الأرستقراطية في تلك الحقبة. ويعطي الخاتم دلالة تاريخية مهمة، تحديدًا بين عامي 1640 و1666م، وهو التاريخ الذي يتزامن مع فترة حكم الملكة إليزابيث الأولى، والحرب الأهلية الإنجليزية، وأحداث حريق لندن العظيم.

سر الصائغ المفقود

لا شك أن اكتشاف هذا الكنز يجعل من الصائغ الذي خبأه شخصية محورية في تاريخ لندن. وفقًا للمتخصصين، يعتقد الكثيرون أن هذا الصائغ كان قد شارك في الحرب الأهلية الإنجليزية. ربما كان قد فقد حياته في تلك الحرب، مما جعله غير قادر على استعادة كنزه بعد فترة طويلة من إخفائه. أمين المعرض في متحف لندن أكد أن الكنز يحمل العديد من الأسرار التي تروي قصة صائغ مجوهرات، قُتل خلال تلك الفترة المظلمة من تاريخ إنجلترا، لكن إرثه الفني لا يزال محفوظًا حتى يومنا هذا.