في حدث نادر سيظل محفورًا في ذاكرة عائلة جيمس إلى الأبد، اكتشف صبي في الرابعة من عمره كنزًا ثمينًا خلال أول رحلة استكشافية له للكشف عن المعادن، وذلك في حقل بمنطقة هوكلي في إسيكس وما بدأ كرحلة بسيطة مع والده أصبح حدثًا تاريخيًا، حيث عثر جيمس على قلادة ذهبية نادرة تعود إلى القرن السادس عشر، ويُعتقد أن قيمتها تصل إلى أكثر من 2.5 مليون جنيه إسترليني.
طفل صغير يعثر على كنز بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني خلال نزهة مع والده
القلادة التي اكتشفها جيمس ليست مجرد قطعة ذهبية عادية، بل هي حاوية ذهبية كانت تستخدم في العصور القديمة لحفظ الآثار الدينية. هذا النوع من المقتنيات كان يُعتقد أنه يحمل بقايا شخصيات دينية أو أشياء مرتبطة بهم. تأريخ المدلاة يعود إلى أوائل القرن السادس عشر، وهي فترة حكم الملك هنري الثامن في إنجلترا.
اللحظة الحاسمة: اكتشاف الكنز
في مايو من العام الماضي، كانت عائلة جيمس في رحلة استكشافية للكشف عن المعادن في إحدى الحقول في إسيكس. عندما بدأ جيمس باستخدام جهاز الكشف عن المعادن لأول مرة، لم يكن يعلم أنه على وشك اكتشاف كنز ثمين. بعد خمس دقائق من بدء البحث، سمع جيمس صفير الجهاز الذي يشير إلى وجود شيء ثمين تحت الأرض. مع حماسة كبيرة، بدأ في الحفر ليكتشف في النهاية قطعة ذهبية تلمع بين الوحل.
تفاصيل القلادة الذهبية
القلادة التي اكتشفها جيمس تحتوي على نقش ديني مميز، حيث يظهر على المقدمة صورة لمريم العذراء وهي تمسك صليبًا، بينما يوجد في الخلف خمسة قلوب تنزف. يُعتقد أن هذه القطعة قد تكون كانت جزءًا من مجموعة ملكية، خاصةً أن النقوش الموجودة عليها تمثل أسلوبًا شائعًا في عصر الملك هنري الثامن. من الجدير بالذكر أن هذا النوع من القلادات الذهبية نادر للغاية، حيث يوجد فقط ثلاثة أمثلة مشابهة لهذه القلادة في الوقت الحاضر.
الكنز المدفون: القيمة القانونية
تم الإعلان عن أن هذا الكنز تم اكتشافه من خلال تحقيق قانوني في المملكة المتحدة، ما يعني أن قيمته سيتم تقسيمها بين عائلة جيمس ومالك الأرض الذي تم العثور فيه على الكنز. تُعد القوانين البريطانية الخاصة بالكنوز المدفونة صارمة، حيث يتعين على المكتشفين الإبلاغ عن أي اكتشافات ثمينة، ليتم التحقيق فيها وتحديد قيمتها قبل أن يتم تقسيم العوائد بين الأطراف المعنية.
ردود فعل العائلة
قال جيسون، والد جيمس البالغ من العمر 34 عامًا: “ابني من أكثر الناس حظًا في العالم”. وأضاف جيسون، وهو مصمم ويب يعيش مع زوجته ريبيكا وابنه جيمس وابنته إميلي في بيليريكاي، إسيكس: “كنت في البداية متشككًا بعض الشيء، لكن عندما بدأ جيمس بالحفر واكتشف الذهب، كنت في حالة من الدهشة. لم نكن نتوقع أبدًا أن يجد مثل هذا الكنز الثمين”.
الكشف عن النقش والرمزية
النقش الذي يظهر على القلادة يمثل مشهدًا دينيًا مؤثرًا، وهو ليس فقط دليلًا على تاريخ القطعة، بل أيضًا على أهميتها الروحية. الصورة التي تُظهر مريم العذراء مع الصليب، إلى جانب القلوب التي تنزف، تعكس رمزية دينية عميقة مرتبطة بالعصور الوسطى والتاريخ المسيحي. من المعروف أن القطعة كانت تستخدم لحفظ الآثار المقدسة، وهو ما يضيف قيمة دينية وتاريخية لها.