اللغة العربية بحر زاخر بالمفردات والتراكيب التي تجعلها واحدة من أغنى لغات العالم. ومن بين الأسئلة اللغوية التي حيرت الكثيرين، حتى المعلمين وأساتذة اللغة، هو ما هو جمع كلمة إنسان رغم أن السؤال يبدو بسيطاً، إلا أن الإجابة عليه تحمل تفاصيل لغوية دقيقة تتطلب تدقيقاً واستيعاباً عميقاً.
الإجابة التقليدية: “ناس” أم “أناسيّ”؟
عند البحث في القواميس والمعاجم، نجد أن كلمة “إنسان” تُجمع على صيغتين رئيسيتين:
1. “ناس”: وهي الصيغة الأكثر شيوعاً واستخداماً في حياتنا اليومية. يُقال: “الناس نيامٌ فإذا ماتوا انتبهوا”، وهنا يُستخدم “ناس” كجمع لكلمة “إنسان”.
2. “أناسيّ” وهي صيغة جمع أقل شيوعاً ولكنها صحيحة لغوياً. وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى “فَانطَلَقُوا حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمُوٓا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ”.
متى نستخدم “ناس” ومتى نستخدم “أناسيّ”؟
“ناس”: يُستخدم هذا الجمع في السياقات العامة والبسيطة للتعبير عن مجموعة من البشر.
“أناسيّ”: غالباً ما يظهر هذا الجمع في النصوص الأدبية والفصيحة، مما يمنحه طابعاً راقياً ومميزاً.
لماذا هذا السؤال محيّر؟
يكمن التحدي في جمع كلمة “إنسان” في كونها تحمل طابعاً مفرداً مميزاً، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة البشرية، ما يجعل جمعها يبدو وكأنه يحتاج إلى دقة أكثر من الكلمات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، قلما يُستخدم الجمع “أناسيّ” في الحياة اليومية، مما يجعل الكثيرين يظنون أن كلمة “إنسان” لا جمع لها.