«الأردنيين هيدخلوا التاريخ».. كنز ذهبي ضخم مدفون في الأردن يقدر بآلاف الأطنان يهز العالم بالكامل ويرعـب الملايين.. الأردنيين هيودعو الفقر»!!

في العديد من الدول العربية، تثير أسطورة الكنوز المدفونة والحكايات القديمة عن الذهب والآثار العثمانية خيال العديد من المواطنين وتعد الأردن واحدة من هذه الدول التي تُعد غنية بتلك الكنوز، حيث يتوجه الكثيرون من أهلها، إضافة إلى البعض من خارجها، في محاولات مستمرة للبحث عن دفائن عثمانية محتملة.

كنز ذهبي ضخم مدفون في الأردن يقدر بآلاف الأطنان يهز العالم بالكامل ويرعـب الملايين

تتعدد أسباب إقبال العرب على البحث عن الكنوز، وتبدأ في بعض الأحيان من مشاعر اليأس الاقتصادي، إذ يرى البعض أن الطريق إلى الثراء السريع يكمن في العثور على كنز قديم، قد يغير حياتهم بشكل جذري. فمع تفشي الأزمات الاقتصادية والبطالة، يصبح حلم الحصول على ثروة مفاجئة حلماً يدفع العديد من المواطنين للمخاطرة بأنفسهم في التنقيب عن الكنوز المدفونة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يحارب البعض أولئك الذين يعثرون على هذه الكنوز؟ هل هي ملك للدولة أم ملك للحكومات السابقة أو الأنظمة الحاكمة؟ أم أنها في النهاية ملك لصاحب الأرض التي دُفنت فيها؟ تختلف الإجابات على هذه الأسئلة حسب النظام السياسي في كل دولة، لكن من المؤكد أن تلك الكنوز تُعتبر من الثروات القومية التي تجذب الطامعين.

الكنوز العثمانية في الأردن

تعود قصة البحث عن الكنوز العثمانية في الأردن إلى العهد العثماني، حيث حكم العثمانيون بلاد الشام بما فيها الأردن لمدة أربعة قرون، حتى بداية القرن العشرين. ويشاع أن العثمانيين، أثناء انسحابهم من المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، تركوا وراءهم بعض الكنوز في أماكن مختلفة بالأردن، خصوصاً في المناطق القريبة من خط السكك الحديدية الذي أنشأه السلطان عبد الحميد الثاني.

وفقاً للأسطورة الشعبية، ترك العثمانيون علامات تدل على أماكن دفن كنوزهم، مثل الطلقات النارية على السكك الحديدية أو رسم رموز معينة كالهلال والنجمة. هذا كله خلق حالة من الغموض الذي يشجع الباحثين عن الكنوز على الاستمرار في التنقيب.

هل فعلاً يوجد ذهب عثماني في الأردن؟

على الرغم من شيوع الحكايات حول وجود كنوز عثمانية في الأردن، يرى بعض الخبراء أن هذه القصص قد تكون مبالغ فيها. ويُشير البعض إلى أن الأرشيف العثماني، الذي يتضمن أكثر من 150 مليون وثيقة تاريخية، لم يُشر مطلقاً إلى دفن العثمانيين لذهبهم في هذه المناطق. فهناك من يعتقد أن الحديث عن الذهب العثماني هو مجرد أسطورة لا أساس لها من الصحة.

من جانب آخر، يُصر العديد من الباحثين في التاريخ والآثار على أن هذا النوع من البحث غالباً ما يتسم بالتحقيق في “أساطير” قديمة قد تكون محض خيال، أو في أحسن الأحوال، مجرد حكايات مغلوطة تم تداولها عبر الأجيال. ويعتبر هؤلاء أن الجهود المبذولة في البحث عن الكنوز قد تكون مجرد مضيعة للوقت ولا تستند إلى حقائق تاريخية ملموسة.

هل حقاً ينقص العرب الثروات؟

على الرغم من أن حلم العثور على كنز يظل يشغل بال الكثيرين في البلدان العربية، إلا أن الواقع الاقتصادي يطرح تساؤلات حول جدوى هذا البحث. هل فعلاً تنقص هذه الدول الموارد والفرص الاقتصادية التي تجعل المواطنين يتجهون لهذه الأنشطة المحفوفة بالمخاطر؟ ربما يكون العائق الرئيسي هو الفقر والبطالة التي تدفع العديد من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم في رحلات تنقيب محفوفة بالمخاطر القانونية والجسدية.

الختام: أسطورة أم حقيقة؟

تبقى رحلة البحث عن الكنوز العثمانية في الأردن وبعض البلدان العربية رحلة محفوفة بالغموض والتساؤلات. وفي حين أن البعض يعتبرها مجرد أسطورة، يعتقد آخرون أنها تمثل فرصة للثراء السريع. وبينما يظل الجدل حول وجود هذه الكنوز قائماً، تظل أسطورة الذهب العثماني جزءاً من التراث الشعبي الذي يستمر في جذب الباحثين عن الثروة.