في عالم مليء بالابتكارات التكنولوجية التي تتحكم في تفاصيل حياتنا اليومية، لا يمكننا أن نتخيل حياتنا اليوم من دون شبكة الواي فاي وهذه التكنولوجيا التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من جميع الأنشطة البشرية، سواء كانت في العمل، التعليم، الترفيه أو التواصل الاجتماعي، يعود الفضل في تطورها إلى عقل مصري ابتكر هذا الاختراع الثوري: حاتم زغلول.
اختراع مصري يُذهل الجميع ويفوق قوة القنبلة النووية تهدد التوازن العالمي
نشأ حاتم زغلول في منطقة إمبابة في القاهرة، وتحديدًا في مدينة التحرير، حيث قضى طفولته في بيئة مليئة بالتحديات والإلهام. في هذه البيئة البسيطة، بدأ حبه للعلوم يبرز منذ سنوات الدراسة في المرحلة الإعدادية. فكان له حظٌ كبير في الانضمام إلى فصل المتفوقين في مدرسة إمبابة الإعدادية، وهو ما أثّر بشكل كبير في مسار حياته العلمية. يقول زغلول: “بدأنا نقوم بابتكارات بسيطة مثل الراديوهات الصغيرة، وكان هذا بداية شغفي بالتكنولوجيا”.
من الهندسة إلى العلوم: المسار الذي شكّل الابتكار
على الرغم من حلمه الأول في الانضمام إلى كلية العلوم، إلا أن زغلول التحق بكلية الهندسة في جامعة القاهرة حيث تفوق في دراسته على مدار السنوات الخمس. ورغم نجاحه في مجال الهندسة، لم يتوقف زغلول عند ذلك بل قرر الالتحاق بكلية العلوم في جامعة عين شمس لدراسة الرياضيات التطبيقية بعد انتهاء خدمته العسكرية، وهو ما مهد له الطريق للانتقال إلى مجالات أكثر تخصصًا.
البداية في مجال الاتصالات اللاسلكية
بعد سنوات من دراسته والعمل في إحدى شركات خدمات البترول، انتقل زغلول للعمل في أوروبا حيث بدأ في دراسة الموجات الكهرومغناطيسية والميكروويف، وهو ما فتح أمامه أبواب التخصص في مجال الاتصالات اللاسلكية. كانت هذه الفترة محورية في تشكيل شغفه بربط دراسته الأكاديمية بتطبيقات عملية في عالم الاتصالات، وهو ما مهد لظهور العديد من الابتكارات المبهرة في هذا المجال.
الانطلاقة الجديدة في كندا
انتقل زغلول إلى كندا، حيث اكتشف إمكانيات جديدة في مجال الاتصالات اللاسلكية من خلال عمله في دراسة وتطوير تقنيات الموجات الكهرومغناطيسية. في هذه الفترة بدأ زغلول في ربط معلوماته ومعرفته العلمية بما كان يدرسه في مصر، ليبدأ في رؤية إمكانيات كبيرة لتحسين الاتصالات اللاسلكية وتطويرها.
الابتكار الذي غيّر العالم: الواي فاي
كان أبرز إنجازات زغلول في مجال الاتصالات اللاسلكية هو ابتكار تقنية الواي فاي، والتي غيرت تمامًا طريقة تواصلنا مع الإنترنت. وبالنسبة له، لم تكن هذه التقنية وليدة لحظة عابرة، بل كانت نتيجة سنوات من البحث والاختبار في مجال الاتصالات. بدأ زغلول مع فريقه في تطوير هذه التقنية عندما تم تكليفه في كندا بالعمل على تطوير شبكات الجيل الثالث من الهواتف المحمولة.
وعن هذه الفترة، قال زغلول: “كان الجيل الأول من الشبكات يسهل التنصت عليها، أما الجيل الثاني فكان تطورًا رقميًا، لكن التحدي الأكبر كان في إيجاد جيل جديد من الشبكات التي تكون أكثر أمانًا وكفاءة”. وهكذا بدأت بذرة فكرة الواي فاي، الذي طوره فريق زغلول لتقديم حلول للمشاكل التي كانت تواجه شبكة الإنترنت اللاسلكية.