شهدت إثيوبيا يوم 3 يناير 2025 الماضي سلسلة من الزلازل والثورات البركانية التي أثارت القلق في المنطقة، حيث تعرضت البلاد لعدة اهتزازات أرضية وبركانية على مدار يوم واحد ووفقًا لأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، فقد سجلت إثيوبيا 11 زلزالًا، تراوحت قوتها بين 4.5 و 5.5 درجة على مقياس ريختر.
سيول قوية تدمر أجزاء من سد النهضة وما يحدث في بحيرة ناصر يخطف الأنظار من الملايين
شهد اليوم المذكور في إثيوبيا أول زلزال بقوة 5.5 درجة، الذي وقع في الساعة 7:01 مساءً بتوقيت القاهرة، وهو زلزال غير مسبوق منذ 21 ديسمبر 2024. كما تم تسجيل زلزال آخر في نفس اليوم بقوة 5.2 درجة الساعة 4:27 مساءً. وعلى الرغم من هذه الهزات الأرضية المتتالية، كان الحدث الأبرز هو انفجار بركاني وقع في جبل “دوفن”، حيث انبعثت الأبخرة والغازات والغبار وبعض الحبيبات الصخرية، مما يثير التساؤلات حول حدوث مزيد من النشاط البركاني في الأيام القادمة.
وفي السياق نفسه، أفاد أستاذ الجيولوجيا بأنه مع تزايد النشاط الزلزالي قد نشهد المزيد من الهزات الأقوى، بالإضافة إلى احتمال استمرار النشاط البركاني الذي قد يتسبب في تدفق الحمم البركانية. كما أشار إلى أن النشاط الزلزالي قد يمتد ليشمل بعض البراكين المجاورة، وخاصة بركان “فنتالي” الذي يقع جنوب البلاد، والذي يشهد كثافة سكانية عالية.
أضرار الزلازل على السكان والممتلكات
لم تقتصر تداعيات هذه الزلازل على الاضطراب البيئي فقط، بل امتدت إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات. في منطقة أواش فنتالي الواقعة في منطقة عفار، أفادت التقارير عن انهيار أكثر من 30 منزلًا بسبب الزلازل المتكررة، مما أجبر العديد من السكان على الفرار بحثًا عن مأوى في المناطق المجاورة. وأكد السكان المحليون أن الزلازل تسببت في أضرار كبيرة في الممتلكات، لا سيما في منطقة “سيجينتو كيبيلي” في منطقة دوليشا، التي تضم مصنع سكر كيسيم وسد كيسيم.
إضافة إلى ذلك، تضررت العديد من المدارس في المنطقة بشدة، وأصبحت العملية التعليمية مهددة بالتوقف نتيجة للدمار الذي لحق بالمرافق التعليمية. على سبيل المثال، تعرضت مدرسة “أونجايتو” في حي سابور كيبيلي بمنطقة أواش فنتالي لدمار كبير، مما أدى إلى تعليق الدراسة في المنطقة منذ يوم 3 يناير.
التداعيات المحتملة على سد النهضة
من جانب آخر، وفيما يتعلق بتداعيات الزلازل على البنية التحتية المائية في إثيوبيا، أبدى أستاذ الموارد المائية قلقه من احتمال تأثير هذه الزلازل على سد النهضة الإثيوبي. ومع أن المنطقة الجغرافية التي تشهد الزلازل تقع على ارتفاعات أعلى من السد، إلا أن القلق يكمن في احتمالية تأثير الزلازل على المنشآت المائية في المناطق المجاورة، مثل السودان. وأكد أن تأثير الزلازل على سد النهضة قد يؤدي إلى خطر غير متوقع، مما يتطلب متابعة دقيقة للأحداث في المستقبل القريب.