في الواقع، لا تعد تلك الجملة التي يمكن أن يتلقاها أي معلم في لحظة امتحانات، مجرد تعبير عابر أو مزحة، بل هي انعكاس لحالة من اليأس والاستعطاف التي قد يعبر عنها بعض الطلاب في حالات قلق شديد أو ضغوط نفسية فحينما يطلب طالب من أستاذه “النجاح” بشكل يتسم بالعاطفة المفرطة، ويتضمن تهديدًا غير مباشر مرتبطًا بالعواقب الأسرية، فإنه يشير إلى خلل محتمل في النظام التعليمي قد يدفع للتساؤل: هل نحن بالفعل نعد طلابنا بشكل كافٍ لمواجهة متطلبات الحياة الأكاديمية والشخصية؟
إجابة خارجة عن المألوف تجعل المصححين يعيدون تقييم مستوى التعليم في المملكة
هذه الجملة ليست مجرد نداء يائس من طالب يشعر بضغط، بل هي أيضاً إشارة لمشكلة أعمق قد تتعلق بتحديات النظام التعليمي في المملكة. فالكثير من الطلاب في المجتمع لا يزالون يعانون من الضغوط العائلية والمجتمعية التي تشكل عبئًا ثقيلًا على آدائهم الدراسي، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بأنفسهم وقدراتهم. السؤال هنا: هل يُعتبر النجاح الأكاديمي الهدف الأسمى والوحيد في مسيرة التعليم؟ وهل يُنظر إلى الشهادة التعليمية باعتبارها المقياس الوحيد للنجاح في الحياة؟
التوقعات العائلية والضغوط النفسية:
تعكس تلك الجملة الضغوط التي يواجهها الطلاب نتيجة للتوقعات العالية من أولياء الأمور. ففي بعض الحالات، قد يكون الوالد أو الوالدة يربطون تحصيل أبنائهم الدراسي بفرص الحياة المستقبلية، مما يخلق ضغطًا نفسيًا لا يمكن تحمله من قبل بعض الطلاب. “لوما نجحت لا تفكر تجيب الشهادة” هي تعبير عن فشل الطالب في تلبية توقعات أسرته، وهو ما قد يؤدي إلى تأثره بشكل سلبي في حال فشل الامتحان أو حتى في حال الحصول على نتائج غير متفوقة.
دور المعلمين والمناهج الدراسية:
عندما يُستحلف المعلم بالله من قبل الطالب للنجاح، فإن هذا قد يعكس أيضًا نوعًا من القصور في دور المعلم. قد يكون هذا ناتجًا عن ضعف في بناء علاقة صحية وداعمة بين المعلم والطالب، أو ربما يكون نتاجًا للتعليم التقليدي الذي يركز على الامتحانات فقط بدلاً من تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. المعلم يجب أن يكون قادرًا على إلهام الطلاب، وتحفيزهم على التفكير بعيدًا عن التهديدات المتعلقة بالنجاح والفشل.
إعادة تقييم مستوى التعليم في المملكة:
الجملة التي ذكرها الطالب هي رسالة غير مباشرة للمسؤولين عن تطوير النظام التعليمي في المملكة. فهي تضع أمامهم سؤالًا مهمًا: هل يُعد الطلاب بشكل حقيقي لحياة ما بعد المدرسة؟ هل النظام التعليمي يساهم في خلق بيئة تعليمية تدعم بناء الشخصية وتطوير القدرات، أم أنه يقتصر على تسليم شهادات فقط؟ التعليم يجب أن يكون أكثر من مجرد اجتياز اختبارات أو الامتثال للمعايير الأكاديمية، بل يجب أن يعزز التفوق الذاتي ويتيح للطلاب فرصة التفوق في مجالات متعددة بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم الشخصية.