تم اكتشاف مدينة تحت الأرض تسكنها العائلات، وسط الأجواء الخلابة لجبال الأناضول بمحافظة نوشهر في تركيا. هذا الاكتشاف الأثري المذهل في منطقة كابادوكيا، المعروفة بتاريخها العريق ومواقعها الفريدة، أثار اهتمام العالم. يعود تاريخ هذه المدينة تحت الأرض إلى أكثر من 5000 عام، حيث عاش بها الآلاف على مر العصور. فكيف صُممت؟ وكيف تمكن السكان من التكيف مع هذا النمط المعيشي؟ في هذا المقال، سنلقي الضوء على هذا الاكتشاف الفريد.
اكتشاف المدينة الأثرية في قلب الأناضول
تقع المدينة المكتشفة حديثًا في قلب تركيا، وتحديدًا في منطقة كابادوكيا بمحافظة نوشهر. هذه المنطقة، المشهورة بمواقعها الأثرية وتصاميمها المعمارية الفريدة، تضم العديد من المستوطنات التي تم بناؤها تحت الأرض على مر العصور.
تمتد المدينة بين تلال نوشهر ومدينة قيصري، وتمثل إحدى أكبر المستوطنات تحت الأرض التي تم اكتشافها حتى الآن. الكشف عن هذه المدينة يبرز مجددًا التراث العريق لمنطقة كابادوكيا، حيث عاش العديد من الأشخاص في بيئة مدهشة مصممة لتلبية احتياجات الحياة اليومية تحت سطح الأرض.
تصميم المدينة وشكلها الداخلي
تفاصيل التصميم الداخلي لهذه المدينة تم الكشف عنها من خلال صحيفة “حريات” التركية الناطقة بالإنجليزية. وصرح محمد طوران، رئيس إدارة تطوير الإسكان في تركيا، أن المدينة تم اكتشافها بشكل مفاجئ أثناء تنفيذ مشروع سكني حديث. أثناء عمليات الحفر، تم العثور على شبكة معقدة من الأنفاق والممرات التي يصل طولها إلى 7 كيلومترات.
تتميز المدينة بتصميم ذكي ومعقد، حيث تحتوي على ممرات عريضة، غرف متعددة، وأنظمة تهوية مبتكرة لضمان راحة السكان. هذه الأنفاق لم تكن مجرد ممرات للعبور، بل استخدمت لتوفير الحماية والتخزين، مما يعكس عبقرية الهندسة القديمة.
ملامح الحياة في المدينة الأثرية
رغم مرور آلاف السنين، تظل آثار الحياة اليومية واضحة في هذه المدينة. يُعتقد أن سكانها الأوائل لجأوا إليها هربًا من الظروف المناخية القاسية أو كوسيلة لحماية أنفسهم من الغزاة. بفضل تصميمها العبقري، استطاع السكان تأمين احتياجاتهم من الماء والغذاء، إضافة إلى الحفاظ على أجواء مريحة تحت الأرض.