“بعد مرور ما يقرب من نصف قرن من عرضه شاشات التلفزيون!!”.. خطأ لفاتن حمامة لم ينتبه له أحد في فيلم “أفواه وأرانب”

فيلم “أفواه وأرانب” يعتبر واحدا من أروع وأهم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية، حيث ترك بصمة واضحة منذ عرضه لأول مرة في عام 1977 ونجح الفيلم في جذب الجمهور بشدة بسبب القصة العميقة والأداء المتميز من عمالقة الفن المصري الذين شاركوا فيه، مثل فاتن حمامة، محمود ياسين، وفريد شوقي، مما جعل الفيلم يحتفظ بجاذبيته حتى يومنا هذا.

قصة الفيلم وأحداثه

تدور أحداث الفيلم حول شخصية “نعمة”، التي تجسدها الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وهي فتاة شابة تعيش في أسرة فقيرة مع شقيقتها الكبرى “جمالات” (التي تؤدي دورها رجاء حسين) وزوجها “عبدالمجيد” وأولادهما، يعاني “عبدالمجيد” من ضائقة مالية شديدة تجعله يوافق على زواج “نعمة” من رجل ثري يدعى “المعلم البطاوي”، في محاولة لتحسين وضعهم المالي، لكن “نعمة” ترفض هذا الزواج المفروض عليها وتهرب إلى مدينة المنصورة، هروبا من واقعها الذي لا تستطيع التكيف معه، وفي تطور درامي مثير، يقرر “البطاوي” أن يكمل الزواج باستخدام أوراق مزورة قدمها “عبدالمجيد”، ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويؤدي إلى تصاعد الأحداث.

الأخطاء الفنية الملحوظة

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، إلا أنه لم يخلو من بعض الأخطاء الفنية التي قد تلاحظها عين المشاهد، من أبرز هذه الأخطاء التناقض في عدد أبناء “جمالات”، ففي إحدى الحوارات، تذكر “نعمة” أن عدد الأبناء هو تسعة، بينما يظهر المشهد أن عدد الأبناء عشرة، وهو ما يعد تناقضا فنيا بسيطا لكنه قد يشتت انتباه المشاهد ويؤثر على انغماسه في الأحداث، هذا الخطأ البسيط رغم أنه لا يغير مجرى القصة، إلا أنه يعتبر من الأخطاء التي قد تؤثر في متعة المتابعة الدقيقة للفيلم.

الفيلم وأثره في السينما المصرية

رغم الأخطاء التي قد تظهر، إلا أن فيلم “أفواه وأرانب” يبقى واحدا من أبرز الأعمال التي تمثل الفن المصري الرفيع، حيث يتناول قضايا اجتماعية وإنسانية تلامس الواقع المصري في فترة السبعينات، يعكس الفيلم في طياته العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تواجه الأسر المصرية آنذاك، بما في ذلك مسألة الزواج التقليدي والضغوط الاجتماعية التي تمارس على الأفراد، وما يميز الفيلم أكثر هو قدرته على جذب الأجيال المختلفة بفضل رسالته الإنسانية التي تتجاوز حدود الزمن، لذا، يعد هذا الفيلم جزءا من التراث السينمائي المصري الذي لا يزال يحظى بإعجاب وتقدير المشاهدين إلى اليوم.