لطالما كان الكلب يُعرف بأنه “أفضل صديق للإنسان” بسبب ولائه وذكائه. ولكن بين ملايين الكلاب في العالم، يُعتبر الكلب من سلالة “بوردر كولي” (Border Collie) الأكثر ذكاءً. ومن بين هذه السلالة، برز كلب يُدعى “تشيسر” كأذكى كلب في العالم، وفقًا للأبحاث والدراسات.
أذكى كلب في العالم
ولد تشيسر في عام 2004، وقد اكتسب شهرته بعد أن درّبه مالكه، عالم النفس الأمريكي الدكتور جون بيلي، بطريقة مبتكرة لتعزيز ذكائه. استطاع تشيسر التعرف على أكثر من 1000 كلمة مختلفة وفهم معانيها، وهو إنجاز مذهل بالنسبة لأي حيوان. لم يقتصر الأمر على حفظ الأسماء، بل كان قادراً على التمييز بين الأفعال والأسماء وحتى استيعاب الجمل المعقدة.
كان تدريب تشيسر يعتمد على التكرار الإيجابي والتفاعل اليومي. حيث قام بيلي بتعليمه أسماء مئات الألعاب من خلال ربط كل لعبة باسم محدد. وعندما يُطلب منه إحضار لعبة معينة، كان تشيسر يستطيع اختيارها بدقة حتى لو كانت بين عشرات الألعاب الأخرى. هذه القدرات الاستثنائية دفعت العلماء لدراسة كيفية معالجة الكلاب للمعلومات اللغوية، مما سلط الضوء على إمكانيات الحيوانات في التعلم والذكاء.
لم يكن ذكاء تشيسر مقتصرًا على المهام اللغوية فقط، بل أظهر قدرته على حل المشكلات واتخاذ القرارات بناءً على السياق. فعلى سبيل المثال، إذا طُلب منه البحث عن لعبة جديدة لم يسمع باسمها من قبل، كان يستنتج اللعبة الصحيحة عن طريق الاستبعاد. هذا النوع من التفكير يُظهر قدرة عقلية تُشبه إلى حد ما التفكير البشري.
توفي تشيسر في عام 2019 عن عمر يناهز 15 عامًا، لكنه ترك إرثًا علميًا ومعرفيًا كبيرًا. ألهمت قصته الناس حول العالم لإعادة التفكير في قدرات الحيوانات وضرورة تعزيز الروابط بين الإنسان والحيوان. كما أوضحت قصته أن الذكاء ليس حكرًا على البشر، بل يمكن أن يكون موجودًا بأشكال مختلفة لدى الكائنات الأخرى.
في النهاية، يظل تشيسر مثالاً رائعًا على الإمكانيات غير المحدودة التي يمكن أن تظهر عند التعامل مع الحيوانات بمحبة وصبر. لقد أظهر لنا أن الكلاب ليست فقط شركاء مخلصين، بل يمكن أن تكون مخلوقات ذات قدرات عقلية مدهشة تستحق الاهتمام والتقدير.