“الكشافين شافوا شغلهم كويس!!.. عالم هولندي يكتشف كنز أثري في سوهاج يعود لعصر البطالمة بعد 3 سنين من البحث والتنقيب!!

في أعماق الصعيد المصري، تستمر محافظة سوهاج في الكشف عن كنوزها الأثرية التي تعيد كتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ووسط الجهود المتواصلة لحفظ التراث واستكشاف أسرار الماضي، تم الكشف عن صرح بطلمي متكامل يعكس روعة العمارة الدينية في تلك الحقبة، وهذا الاكتشاف يقدم لمحة فريدة عن أسلوب حياة المصريين في العصر البطلمي، ويؤكد على مكانة سوهاج كمركز حضاري وديني بارز، مما يسلط الضوء على أهمية الجهود العلمية المشتركة في تعزيز فهمنا لهذا الإرث العظيم.

تفاصيل الصرح المكتشف

كشف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن تفاصيل مثيرة حول الصرح المكتشف، الذي يتميز بتصميم فريد:

  1. الأبعاد المذهلة:
    • يبلغ عرض الصرح 51 مترًا، مع وجود برجين يبلغ عرض كل منهما 24 مترًا.
    • يقدر ارتفاعه بحوالي 18 مترًا، مما يجعله قريبًا في تصميمه من صرح معبد الأقصر.
  2. النقوش الهيروغليفية:
    • زينت البوابة الرئيسية للصرح بنقوش تشير إلى أن البناء تم في عهد الملك بطلميوس الثامن وزوجته الملكة كليوباترا الثالثة، مما يعكس تطور الطقوس الدينية والرمزية في ذلك العصر.
  3. المكتشفات الداخلية:
    • عثر على غرفة جنوبية مزينة بمناظر للمعبودة “ربيت” ورب الخصوبة “مين”، بالإضافة إلى رموز فلكية تمثل النجوم.
    • سلم يؤدي إلى طابق علوي يشير إلى استخدام المعبد حتى تدميره في عام 752م.

أهمية الاكتشاف

هذا الصرح المكتشف يحمل دلالات متعددة تبرز أهمية هذا العصر في التاريخ المصري:

  1. التطور المعماري:
    • يعكس الصرح براعة العمارة البطلمية، التي تميزت بالتفاصيل الزخرفية الدقيقة والتنظيم العمراني المتطور.
  2. المكانة التاريخية لسوهاج:
    • يؤكد الاكتشاف على دور سوهاج كمركز حضاري هام خلال العصر البطلمي، حيث كانت منطقة أتريبس الكبير مقرًا للنشاط الديني والثقافي.
  3. التعاون الدولي:
    • يجسد هذا الاكتشاف ثمرة التعاون بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنجن الألمانية، مما يعزز الجهود المشتركة للحفاظ على التراث المصري.

مستقبل التنقيب في منطقة أتريبس

مع استمرار أعمال التنقيب، تظل منطقة أتريبس الكبير مليئة بالأسرار التي تنتظر الكشف عنها، وهذا الاكتشاف لا يضيف فقط إلى قائمة الإنجازات الأثرية، بل يفتح الباب أمام فهم أعمق للثقافة والديانة في العصر البطلمي، ويعزز مكانة مصر كواحدة من أغنى الدول بالتراث الحضاري.