القهوة هي واحدة من أكثر المشروبات استهلاكا حول العالم ويعرف عنها أنها ترتبط بالعديد من الفوائد الصحية خصوصا عند تناولها بشكل معتدل ومع ذلك تنتشر بعض الادعاءات التي تربط استهلاك القهوة بزيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة فما مدى صحة هذه المزاعم؟ في الآونة الأخيرة أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأسس العلمية الدقيقة على الرغم من أن القهوة قد تكون مصحوبة ببعض التأثيرات التي يمكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي إلا أنه لم يثبت علميا أنها تسبب قرحة المعدة بشكل مباشر وبدلا من ذلك تشير الأبحاث إلى أن أسباب القرحة الهضمية عادة ما تكون مرتبطة بعوامل أخرى أكثر تأثيرا.
الأسباب الحقيقية للقرحة الهضمية
القرحة الهضمية هي تقرحات تحدث في بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وغالبا ما يرتبط سببها الرئيسي بعدوى بكتيرية تعرف باسم هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) وهذه البكتيريا تؤدي إلى تدمير الطبقة الواقية للمعدة، مما يسمح للحمض المعدي بالتسبب في تدمير الأنسجة إلى جانب ذلك، يعتبر الاستخدام المفرط للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والأسبرين من العوامل الأخرى المسببة للقرحة الهضمية.
أما القهوة فلم تظهر الدراسات أنها تشكل خطرا مباشرا على المعدة أو تتسبب في ظهور القرحة وعلى الرغم من تأثيرها المحتمل على زيادة إفراز الحمض المعدي فإن هذا التأثير ليس كافيا لإحداث قرحة بشكل مستقل لذا، يمكن القول إن القهوة ليست سببا رئيسيا في إصابة الأشخاص بالقرحة.
القهوة وتأثيرها على المصابين بالقرحة
بينما لا تعتبر القهوة سببا مباشرا للقرحة الهضمية إلا أن الأشخاص الذين يعانون من قرحة نشطة قد يعانون من تفاقم الأعراض عند تناول كميات كبيرة من القهوة يرجع ذلك إلى أن القهوة قد تزيد من إفراز حمض المعدة مما يمكن أن يؤدي إلى تهيج الأنسجة المتضررة في المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
من هنا ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من قرحة نشطة بتقليل استهلاك القهوة لتجنب تفاقم الحالة ومع ذلك فإن القهوة نفسها لا تعتبر العدو الرئيسي للمعدة كما يظن البعض يجب التركيز بدلا من ذلك على الأسباب الحقيقية للقرحة مثل العدوى البكتيرية أو الاستخدام غير المناسب للأدوية.