في حادثة غير مسبوقة، أثارت إجابة طالب على سؤال في مادة الأدب بجامعة أردنية الكثير من الجدل والنقاش بين الأساتذة والمصححين فقد جاءت الإجابة غير التقليدية بشكلها ومضمونها، لتثير إعجاب البعض وتحير الآخرين، مما أدى إلى نقاش حاد حول حدود العلاقة بين الطالب والأستاذ في سياق التعليم الجامعي.
إجابة طالب على سؤال الأدب تهز أركان ” جامعة أردنية ” وتُثير الجدل بين الأساتذة والمصححين
كان السؤال الذي طُرح على الطلاب في امتحان مادة الأدب عبارة عن سؤال أدبي تقليدي، يختبر فهم الطالب للأدب العربي وتاريخ الأدب الكلاسيكي. وبالرغم من أن الإجابة المثالية كانت تتطلب تحليلًا نقديًا دقيقًا للعمل الأدبي المعين، إلا أن الطالب الذي أثار الجدل لم يقتصر على الإجابة التقليدية التي اعتاد الأساتذة على رؤيتها في مثل هذه المواضيع.
الإجابة التي هزت الأركان
بدلاً من تقديم تحليل أدبي عميق كما هو معتاد في إجابات الطلاب، كتب الطالب إجابة فاجأت الجميع. فقد كتب في بداية الإجابة: “والنبي يا دكتور نجحني يرضى عليك دعوة أمي وأنا ابنها الوحيد خليها تشوفني ناجح، دكتور دخيل الله عيونك”. هذه الكلمات التي جاءت من أعماق قلب الطالب، كانت بمثابة طلب شديد الإلحاح وغير تقليدي، يبرهن على أن الطالب كان في وضع نفسي صعب.
ما بين الأساتذة، لم يمر هذا الطلب مرور الكرام. فالبعض رآه نوعًا من التواضع وطلب الرحمة، بينما اعتبره آخرون تجاوزًا لحدود الاحترام والاحترافية في أداء الامتحانات الجامعية.
ردود فعل الأساتذة والمصححين
أثارت هذه الإجابة ردود فعل متباينة بين الأساتذة والمصححين. فالبعض منهم شعر بالتعاطف مع الطالب، مشيرًا إلى الظروف التي قد يمر بها في حياته الشخصية، معتبرين أن هذا نوع من العفوية والصدق الذي قد يساعد في إعطاء الإجابة قيمة إنسانية أكبر من مجرد تحليل نص أدبي.
على الجانب الآخر، رأى البعض أن الإجابة كانت غير لائقة ولا تمت بصلة إلى الجوانب الأكاديمية المطلوبة في الامتحانات. حيث اعتبروا أن الطالب تجاوز حدوده ولم يُظهر احترامًا لما يُطلب منه أكاديميًا.
دعوة أم الطالب: هل تعكس الثقافة المجتمعية؟
ومن زاوية أخرى، كان هناك من اعتبر أن هذا الطلب العاطفي يعكس التقاليد المجتمعية الأردنية التي تؤمن بدور الأم وتأثيرها الكبير في حياة ابنها. يُظهر هذا الموقف مدى تعلق الطالب بأمه، وكذلك تأثير الضغوط المجتمعية عليه في فترة الامتحانات. فقد يعتبر البعض أن هذه الإجابة كانت تعبيرًا عن حاجته للدعم العاطفي، وليس مجرد طلب أكاديمي.
هل هناك حدٌ للفصل بين العاطفي والأكاديمي؟
تُثير هذه الواقعة تساؤلات مهمة حول العلاقة بين الأكاديميا والعواطف. هل يجب أن يكون للطالب الحق في التعبير عن مشاعره في الإجابات الأكاديمية؟ وهل ينبغي للأساتذة أن يتعاملوا مع مثل هذه الحالات بشكل أكثر مرونة أو تفاعلية؟ في النهاية، قد يشير هذا الموقف إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة تعامل الجامعات مع الطلبة، خاصة في الحالات التي يتأثر فيها الطالب نفسيًا أو عاطفيًا.