شهدت مصر عودة الضبع المرقط (Crocuta crocuta) لأول مرة منذ 5000 عام، حيث تم توثيق وجوده في محمية إلبا، جنوب شرق البلاد، فجاء هذا الاكتشاف في فبراير 2024 عندما قتله الرعاة المحليون بعد افتراسه لماعزين، ولكن هذا الحدث غير المسبوق يشكك في الافتراضات السابقة حول نطاق الضباع ويثير تساؤلات حول التغيرات البيئية التي سمحت بظهوره مجددًا.
تاريخ الضباع فى مصر
تاريخيًا، لم تتواجد الضباع المرقطة في مصر، وكان يعتقد أنها متواجدة فى إفريقيا جنوب الصحراء فقط، ومع ذلك، تشير التحولات المناخية الحديثة، مثل زيادة هطول الأمطار وتحسن الغطاء النباتي بين عامي 2019 و2024، إلى ظروف بيئية أكثر ملاءمة لتوسع الأنواع، ويعتقد أن هذه التحولات ساهمت في رحلة الضبع شمالًا لمسافة 500 كيلومتر من موطنه المعروف في السودان، وتوضح الواقعة أهمية تغير المناخ في هجرة الحياة البرية.
التغيرات في أنماط نزول الأمطار، التي أصبحت أكثر تذبذبًا، قد تفتح مسارات جديدة للحيوانات البرية كما حدث مع ظهور النمر في جنوب شرق مصر عام 2014، ولكن مع ذلك تسبب هذا التوسع إلى صراع مع المجتمعات المحلية التي تعتمد على الماشية، مما يبين الحاجة الملحة إلى حلول توازن بين حماية الحياة البرية ومصالح السكان.
وأثارت هذه الواقعة تساؤلات حول ما إذا كانت هجرة الضبع حدثًا معزولًا أم بداية لاتجاه أوسع، وتشير منطقة محمية إلبا، المعروفة بتنوعها البيئي، إلى إمكانية جذب المزيد من الحيوانات البرية في المستقبل، ولكن فى الوقت نفسه، تشير التهديدات البشرية، مثل الاضطهاد والصيد، إلى أنه من الصعب عودة الضباع بشكل دائم.
ويبقى ظهور الضبع المرقط في مصر حدثا بيئيًا فريدا يعكس العلاقة المتغيرة بين المناخ، الحياة البرية، والأنشطة البشرية، فيما يواصل الباحثون دراسة الظاهرة، يظل السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت مصر ستشهد المزيد من ظهور الحيوانات البرية غير المتوقعة في ظل التغيرات البيئية المتسارعة.