شهدت السنوات الأخيرة انتشارا ملحوظا لظاهرة تهاون الطلاب بفترة الدراسة والامتحانات، حيث يظهر الكثير منهم عدم اكتراث واضح بالتحضير لهذه المراحل الحاسمة، لا يقتصر الأمر على تأجيل المذاكرة فحسب، بل يمتد إلى تقديم إجابات في الامتحانات لا تحمل أي صلة بالمادة الدراسية. الأسوأ من ذلك، لجوء البعض إلى كتابة عبارات استعطافية على أوراق الإجابة، على أمل الحصول على درجات النجاح دون بذل أي جهد حقيقي، هذه الظاهرة تعكس أزمة عميقة في فهم هؤلاء الطلاب لقيمة التعليم وأثره على مستقبلهم، مما يجعلها مشكلة تحتاج إلى معالجة جذرية.
الاستعطاف بدل الاجتهاد: غياب المسؤولية الأكاديمية
من السلوكيات البارزة التي انتشرت مؤخرا، كتابة الطلاب عبارات استعطافية مثل: “كنت مريضا” أو “أرجو النجاح من أجل أهلي” هذه المحاولات، رغم طابعها العاطفي، تكشف غيابا تاما للجدية والمسؤولية تجاه التعليم الأسوأ من ذلك، أن بعض الطلاب يكتبون إجابات بعيدة كل البعد عن أسئلة الامتحان، ما يعكس عدم اهتمامهم أو تحضيرهم بشكل مناسب، بدلا من الاجتهاد والمذاكرة، يعتمد هؤلاء الطلاب على الحيل العاطفية والأساليب غير الأخلاقية، مما يؤدي إلى ضعف تكوينهم الأكاديمي والمهني على المدى البعيد.
أهمية غرس الوعي والانضباط منذ الصغر
هذه الظاهرة تشير إلى فجوة في وعي الطلاب بأهمية التعليم، الذي لا يقتصر على كونه وسيلة للحصول على شهادة، بل هو عملية لبناء الشخصية وتنمية المهارات، وللتغلب على هذه المشكلة، يجب تعزيز قيم الالتزام والمسؤولية بين الطلاب، بدءا من مرحلة الطفولة يقع على عاتق الأهل والمعلمين دور أساسي في غرس هذه القيم من خلال توعية مستمرة بأهمية الاجتهاد ودوره في تحقيق النجاح.
في النهاية، النجاح لا يبنى على الحظ أو الاستعطاف، بل يتطلب اجتهادا وإصرارا حقيقيا التعليم هو مفتاح المستقبل، وعلى الطلاب إدراك أن ما يزرعونه اليوم هو ما سيحصدونه غدا.