خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت بعض مناطق جنوب مصر موجات من الأمطار والسيول التي أثارت العديد من التساؤلات حول تأثير كميات مياه الأمطار على الوضع المائي في البلاد، خصوصًا في ظل استمرار أزمة “سد النهضة” الإثيوبي.
الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي
في يوليو الماضي، انتهت الحكومة الإثيوبية من عملية الملء الخامس لسد النهضة، وهو ما أثار اهتمامًا خاصًا في مصر والسودان. بحسب التقارير الإثيوبية، فإن الملء الخامس قد رفع نسبة التخزين في بحيرة السد إلى 64 مليار متر مكعب من المياه. بدأ بناء سد النهضة في عام 2011 على رافد نهر النيل الرئيس في إثيوبيا، بهدف إنتاج الكهرباء وتلبية احتياجات حوالي 60% من المنازل الإثيوبية. لكن المشروع يواجه اعتراضات من دولتي المصب، مصر والسودان، بسبب القلق من تأثيره على حصتيهما المائية.
أمطار وسيول في جنوب مصر
شهدت عدة مناطق في جنوب مصر، مثل أسوان والأقصر، أمطارًا متوسطة إلى غزيرة، قد تصل في بعض الأحيان إلى حد السيول. وقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في مصر عن حدوث هذه الأمطار، خاصة في مناطق حلايب وشلاتين وأبو سمبل، وهو ما يعكس تأثير الظواهر المناخية على تلك المناطق. ووفقا لوزارة الري، فإن هذه الأمطار قد تسهم جزئياً في تلبية احتياجات بعض المناطق من المياه، لكنها لا تعد كافية لحل أزمة نقص المياه في مصر.
سياسات ومشروعات الحكومة المصرية في التعامل مع المياه
في محاولة للتعامل مع هذه التحديات، أكدت وزارة الري المصرية أنها قد اتخذت خطوات عدة لتطوير مشاريع لحماية البلاد من مخاطر السيول، مثل إنشاء بحيرات صناعية وسدود وحواجز في مناطق مختلفة من البلاد. كما تم تطهير 117 من مخرات السيول لضمان الاستفادة القصوى من مياه الأمطار وتحقيق الحماية للمنشآت والمواطنين.
تأثير الأمطار على حصة مصر المائية
على الرغم من الأمطار التي شهدتها بعض المناطق، يعتقد بعض الخبراء في مجال الموارد المائية مثل أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن الأمطار لن تؤثر بشكل كبير على حصة مصر المائية من مياه نهر النيل. أشار شراقي إلى أن كمية الأمطار التي تسقط في جنوب مصر ليست كافية لتعويض ما يفقده السد العالي من مياه نتيجة للملء الخامس لسد النهضة. وأضاف أن الأمطار التي تسقط على الهضبة الإثيوبية تعتبر أكثر أهمية، حيث تسهم في تغذية النيل بمياه إضافية.