في خطوة تاريخية هزت أسواق الطاقة العالمية وأثارت قلق القوى العظمى أعلنت النرويج عن اكتشاف أكبر بئر نفطي في العالم باحتياطيات تقدر بـ25 مليون برميل من النفط المكافئ وهذا الاكتشاف الذي أُعلن عنه من قبل شركة “إكوينور” بالتعاون مع شركائها ويعد تطورًا مفاجئًا يعيد رسم خريطة الطاقة العالمية ويهدد الهيمنة التقليدية لكل من الولايات المتحدة وروسيا في هذا القطاع الحيوي.
تفاصيل الاكتشاف وإنجاز تاريخي في بحر النرويج
تم الاكتشاف في بئر “6406/2-H-L” الذي يقع على بعد 260 كيلومترًا جنوب غرب مدينة برونويسند النرويجية في مياه بحر النرويج وتشير التقديرات الأولية إلى أن الاحتياطيات المكتشفة تعادل 25 مليون برميل من النفط المكافئ وهو ما يمثل إنجازًا غير مسبوق في العصر الحديث ، وتم حفر البئر باستخدام منصة الحفر شبه الغاطسة “سبيتسبيرغين” وهي من الجيل السادس المملوك لشركة “ترانس أوشن” وقد اكتشف العلماء عمودًا غازيًا بسمك 30 مترًا في الأجزاء السفلية من تكوين “تيلجي” الذي يتميز بجودة الصخور النفطية التي تسهل عملية الاستخراج.
التأثير العالمي للاكتشاف
اليكم التأثير العالمى نتيجة اكبر بئر نفطى فى العالم وهى :
- تعزيز موقع النرويج في أسواق الطاقة العالمية : النرويج التي تُعد بالفعل واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم أصبحت الآن لاعبًا أكثر قوة في السوق العالمية وهذا الاكتشاف يمنحها القدرة على زيادة صادراتها من النفط والغاز مما يعزز مكانتها كأحد الموردين الرئيسيين للطاقة خاصة لأوروبا.
- تحدٍ للهيمنة الأمريكية والروسية : يمثل هذا الاكتشاف تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة وروسيا اللتين تعتمدان على صادرات النفط والغاز لتعزيز اقتصادهما ، فمن ناحية تواجه روسيا تحديًا جديدًا في الحفاظ على حصتها في السوق الأوروبية خاصة بعد أن أصبحت النرويج المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لأوروبا في عام 2022 ومن ناحية أخرى تواجه الولايات المتحدة منافسة قوية في أسواق النفط العالمية.
- تأثير على أسعار النفط العالمية : مع زيادة المعروض من النفط قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط فبينما قد تستفيد الدول المستوردة من انخفاض الأسعار قد تتعرض الدول المنتجة الأخرى لضغوط اقتصادية نتيجة انخفاض العائدات.
الشراكات الدولية ودورها في تحقيق الاكتشاف
يمثل هذا الاكتشاف تعاونًا دوليًا كبيرًا بين شركات طاقة عالمية وتُعد شركة “إكوينور” المشغل الرئيسي للاكتشاف حيث تمتلك 54.82% من الحصة وتشترك معها شركات أخرى مثل “بيتورو” بنسبة 22.5% و”فار إنرجي” بنسبة 16.6% و”توتال إنرجي” بنسبة 6% ، وهذا التعاون يعكس أهمية التكامل بين الشركات العالمية لتطوير تقنيات حديثة في التنقيب والاستكشاف ويبرز دور النرويج كوجهة رائدة للاستثمارات في قطاع الطاقة.
النرويج ضامن لأمن الطاقة الأوروبي
بعد توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في عام 2022 نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وأصبحت النرويج المورد الرئيسي للطاقة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفي عام 2023 شكل الغاز النرويجي حوالي 30% من إجمالي استهلاك أوروبا من الغاز وهذا الاكتشاف يعزز قدرة النرويج على الاستمرار في تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة، مما يقلل من اعتماد القارة على مصادر أخرى مثل روسيا.
التفاصيل الفنية والجغرافية للاكتشاف
تم الاكتشاف في منطقة غنية بالنفط والغاز تُعرف باسم “هالتنبانكين فيست يونيت” وهي تضم أيضًا حقولًا أخرى مثل “كريستين” و”كريستين كيو” وبعد الاكتشاف سيتم ربط البئر بالبنية التحتية المتاحة في حقل “لافرايس” مما يسهل عملية الإنتاج والنقل ، والبئر التي تم حفرها بعمق 6075 مترًا وعمق عمودي 5045 مترًا تحت سطح البحر تُظهر مدى التقدم التكنولوجي الذي وصلت إليه النرويج في عمليات التنقيب.