في يوم دراسي عادي، كان معلم اللغة العربية يشرح لطلابه كيفية كتابة قطعة إملاء عن “النجاح والإصرار”، وكانت الأجواء هادئة والطلاب يكتبون بانتباه. لكن كان هناك طالب واحد، يُدعى “عادل”، كان يكتب بطريقة مختلفة عن باقي زملائه.
استخدام الفرانكو
بينما كان المعلم يتنقل بين الطلاب، لاحظ أن عادل كان يكتب بسرعة، وعندما اقترب منه، اكتشف أنه يستخدم الحروف اللاتينية بالإضافة إلى بعض الأرقام التي تمثل الحروف العربية، وهو ما يُعرف بالكتابة بالفرانكو.
صدمة المعلم
تفاجأ المعلم بما رآه، حيث كان من المعروف عنه حرصه على تعليم الطلاب الكتابة السليمة باللغة العربية الفصحى. فوجه حديثه إلى عادل قائلاً: “عادل، لماذا تكتب بالفرانكو؟ هذا ليس مناسبًا في الفصل!”
رد عادل
أجاب عادل قائلاً: “أستاذ، أنا أكتب بهذه الطريقة مثلما أفعل في محادثاتي على الهاتف، والجميع يكتب هكذا هذه الأيام.” ولكن المعلم لم يقتنع وأوضح له أنه في المدرسة يجب عليه الالتزام بالكتابة الصحيحة.
رد فعل الطالب
على الرغم من محاولات المعلم لإقناع عادل بأهمية الكتابة السليمة، بدا أن الطالب غير مكترث، وعندما طلب منه المعلم إعادة الكتابة باستخدام الحروف العربية، أجاب بتجاهل: “ما سمعتش باقي الكلام.” هذا الرد كان بمثابة صدمة للمعلم الذي شعر بالإحباط، حيث اكتشف الفجوة بين ما يُدرَّس في المدرسة وما يعيشه الطلاب في حياتهم اليومية.
الدروس المستفادة
قرر المعلم أن يتحدث مع عادل على انفراد في اليوم التالي، موضحًا له أن الكتابة السليمة هي جزء من شخصية الطالب وأنه يجب عليه التفريق بين أساليب الكتابة حسب السياق والمكان. كما أكد له أهمية احترام اللغة العربية وتعلم الكتابة بها بشكل صحيح.
تعكس هذه الحادثة تأثير العصر الرقمي على طريقة الكتابة لدى الطلاب، حيث أصبح الفرانكو جزءًا من لغتهم اليومية. ومع ذلك، ظل المعلم متمسكًا بمبدأ أن الكتابة الصحيحة بالعربية هي الأساس في التعليم والتواصل. أما عادل، فقد بدأ يفهم ضرورة تحسين مهاراته الكتابية ووعد نفسه بتطويرها في المستقبل.