شهد حقل جحار الغازي العديد من التقلبات السياسية والعسكرية منذ بداية الأزمات في سوريا، إذ مر بسنوات طويلة من السيطرة من قبل التنظيمات المسلحة، وبعد معارك وصراعات متواصلة، أعلنت القوات الروسية في عام 2021 نجاحها في تحرير الحقل من سيطرة هذه التنظيمات، ليعود تحت السيادة السورية مجددًا، وفي عام 2024، أعلنت وزارة النفط السورية عن استئناف تشغيل الحقل، مما شكل نقطة تحول في إعادة تأهيل قطاع الغاز.
الاحتياطيات والإنتاج
يعتبر حقل جحار من أكبر الحقول الغازية في سوريا، حيث تشير التقديرات إلى احتوائه على احتياطيات تقدر بحوالي 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، رغم أن بعض التقديرات تشير إلى أن الرقم قد يكون أقل بمقدار 5 مليارات متر مكعب، وهذا الحقل، الذي كان ينتج سابقًا 3 ملايين متر مكعب يوميًا قبل الأزمة، بات له دور كبير في تلبية احتياجات البلاد المتزايدة من الغاز، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية.
جهود تطوير الحقل
تطورت أعمال حقل جحار عبر عدة مراحل، بداية من الاستكشاف في 2001، مرورًا بحفر الآبار التجريبية، ثم توسيع البنية التحتية، وفي السنوات الأخيرة، تم إدخال تقنيات حديثة لتحسين الكفاءة وزيادة الإنتاج، فكانت هذه التطورات ممكنة بفضل شراكات بين الشركات المحلية والأجنبية المتخصصة، التي سعت لتحسين العمليات الإنتاجية وضمان استدامتها.
الآفاق المستقبلية
إعادة تشغيل الحقل بعد سنوات من التوقف يعكس قدرة سوريا على استغلال مواردها الطبيعية رغم التحديات، ولا شك أن حقل جحار سيظل ركيزة أساسية في استراتيجية البلاد لتعزيز استقلالها الطاقوي ودعم اقتصادها المتعثر.