عاشت الأوساط العلمية حدثا استثنائيا بالكشف عن نقوش ورموز تاريخية غارقة بالقرب من أسوان، أسفل نهر النيل، تعود إلى عصور حكم أمنحتب الثالث، تحتمس الرابع، بسماتيك الثاني، وواح إيبرع، يعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في مجال دراسة الآثار الغارقة باستخدام تقنيات متطورة، مما أثار اهتماما عالميا بهذه الحضارات القديمة التي لا تزال تكشف أسرارها يوما بعد يوم، ومن خلال موقعنا بوابة الزهراء الإخبارية اليكم التفاصيل.
جزيرة كونوسو: بوابة إلى أسرار مصر الغارقة
تقع جزيرة كونوسو بالقرب من معبد فيلة وجزيرة بيجه، وهي واحدة من أبرز المواقع الأثرية التي غمرتها مياه السد العالي، و على الرغم من أن اثار هذه الجزيرة كانت قد اكتُشفت خلال عمليات إنقاذ اثار النوبة في الستينيات، إلا أن النقوش المكتشفة حديثا تكشف عن قصة تاريخية لم تفهم بالكامل بعد، ووفقا للدكتور شاذلي عبد العظيم، فإن هذه النقوش تشكل سجلا تاريخيا هاما، يعكس تطور الحضارة المصرية من الإمبراطورية الحديثة حتى العصور المتأخرة، مما يجعل الجزيرة كنزا أثريا يسلط الضوء على مراحل مفصلية من تاريخ مصر القديمة.
التقنيات الحديثة في فك الرموز الأثرية
طلبت البعثة الأثرية بتقنيات متقدمة، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد وتقنية الفوتوجرامتري، لتوثيق النقوش الغارقة بدقة غير مسبوقة، و سمحت هذه التقنيات بالكشف عن تفاصيل دقيقة لم تكن مرئية بالعين المجردة، مما مكن الباحثين من تحليل الرموز وفهم طبيعة المنطقة الأثرية بشكل أعمق، و كما لعب الغوص والتصوير تحت الماء دورا أساسيا في توثيق هذه النقوش والحفاظ عليها من الاندثار.
إعادة كتابة التاريخ المصري القديم
يواصل الباحثون العمل على توثيق جميع النقوش المكتشفة في جزيرتي فيلة وكونوسو، حيث أكد الدكتور هشام الليثي أن هذه الجهود تسهم في تقديم تصوّر شامل للتاريخ المصري القديم، مما يساهم في إثراء الدراسات الأثرية العالمية، و قد تحمل هذه الاكتشافات معلومات جديدة قد تعيد كتابة بعض فصول التاريخ المصري العريق، مما يفتح افاقا جديدة لفهم تطور الحضارة المصرية عبر العصور المختلفة.