في أحد ليالي الشتاء الباردة، في منطقة نائية بعيدة عن أضواء المدينة، شهد سكان المنطقة ظاهرة ضوئية عجيبة جعلت السماء تبدو وكأنها لوح فني مرسوم بالألوان. كانت السماء ملونة بألوان خفيفة وساحرة تدرجت من الأبيض الفاتح إلى الأزرق، والأصفر، ثم الأحمر، وكأنها قوس قزح جديد، لكن هذه المرة في الليل.
ما هي الظاهرة الضوئية؟
كانت هذه الظاهرة الضوئية المعجزة عبارة عن قوس قزح ليلي، والمعروف أيضًا باسم “الهالة القمرية”. يمكن أن يحدث هذا الظاهرة عندما يعكس ضوء القمر من جزيئات الماء في الجو، مثل تلك الموجودة في السحب أو الضباب، في تشكيل قوس قزح ولكن في أوقات الليل.
شروط حدوث الهالة القمرية:
- وجود القمر الكامل أو شبه الكامل: لكي تحدث الهالة القمرية، يجب أن يكون القمر في مرحلة اكتماله أو بالقرب منها، مما يتيح للضوء المنبعث من القمر أن يكون قويًا بما يكفي ليُرى بوضوح في السماء.
- وجود سحب رقيقة: تتطلب الهالة القمرية وجود سحب رقيقة جدًا، لأن السحب الكثيفة تمنع الضوء من المرور من خلالها بشكل كافٍ لتكوين الظاهرة الضوئية.
- الجو البارد والرطوبة العالية: لكي يحدث هذا الظاهرة، يجب أن تكون الرطوبة في الجو عالية بما يكفي لتشكل قطرات الماء التي تعكس الضوء، بينما يساعد الهواء البارد على الحفاظ على الظروف المثالية لهذه الظاهرة النادرة.
كيف تحدث الهالة القمرية؟
عندما ينكسر ضوء القمر أثناء مروره عبر قطرات الماء الصغيرة في الجو، يحدث انكسار وانعكاس للضوء داخل القطرة. هذه العملية نفسها تحدث في قوس قزح النهاري، ولكن بما أن القمر لا يصدر الضوء بنفس قوة الشمس، فإن الألوان في قوس قزح القمري تكون أقل وضوحًا، وغالبًا ما تظهر بألوان خافتة جدًا من الأبيض المائل إلى الأزرق والفضي.
لماذا تكون هذه الظاهرة نادرة؟
الهالة القمرية ظاهرة نادرة جدًا لعدة أسباب، أبرزها أنها تتطلب مجموعة من الظروف الجوية المثالية في وقت واحد. القمر الكامل لا يحدث بشكل يومي، كما أن السحب التي تكون رقيقة بما يكفي لتمرير الضوء عبرها ليست دائمًا موجودة في الظروف المثالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضوء المنبعث من القمر أضعف بكثير من ضوء الشمس، مما يجعل رؤيتها تتطلب ظروفًا خاصة لرؤية الألوان بوضوح.
كيف كان رد فعل الناس عند رؤيتها؟
عندما حدثت هذه الظاهرة في السماء، تجمع الناس في الهواء الطلق، مدهوشين من جمال المنظر الذي يراه العديد منهم لأول مرة في حياتهم. كانت السماء تبدو وكأنها تتنفس بألوان خافتة وساحرة، مما جعل الناس يظنون أنهم يعيشون لحظة سحرية. الصور التي التقطها البعض للسماء أصبحت مادة للحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركها العديد من الناس حول العالم.
التفسير العلمي وراء الظاهرة:
رغم جمال هذه الظاهرة، فإنها لا تختلف كثيرًا عن قوس قزح النهاري في جوهرها. الفرق الأساسي يكمن في مصدر الضوء. بينما يعتمد قوس قزح النهاري على ضوء الشمس، يعتمد قوس قزح القمري على ضوء القمر. وفيما عدا ذلك، تحدث نفس العمليات الفيزيائية: الانكسار، الانعكاس، والتشتت للضوء داخل قطرات الماء.
الضوء الذي يعكسه القمر في الهالة القمرية يكون ضعيفًا جدًا مقارنة بضوء الشمس، لذلك تظهر الألوان بوضوح أقل. يمكن أن يكون الضوء في هذه الحالة أبيضًا فضيًا غالبًا، مما يعطي الهالة القمرية مظهرًا مهيبًا وساحرًا.