البكتيريا وعلاقتها بالصحة: دراسة جديدة تكشف المخاطر
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بكتيريا شائعة تُعرف باسم Streptococcus anginosus، والتي توجد غالبًا في الفم والجهاز الهضمي، قد تكون مرتبطة بارتفاع خطر الوفاة وسوء التوقعات الصحية. هذا ما أكدته دراسة جديدة من المقرر عرضها في المؤتمر الدولي حول السكتات الدماغية الذي سيعقد في لوس أنجلوس في الفترة من 5 إلى 7 فبراير 2024.
إمكانية الكشف المبكر لإنقاذ الأرواح
إذا تم تطوير اختبار سريع للكشف عن البكتيريا الضارة الموجوده في الفم والأمعاء، فإن النتائج قد تُستخدم لتقدير خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وبحسب ما ذكر شويشي تونومورا، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب في قسم الأعصاب بمركز أوساكا الوطني للدماغ والقلب، “إن التعرف على هذه البكتيريا الضارة في الفم يمكن أن يساعد في الوقاية من السكتات الدماغية”.
التوازن الميكروبي: بين الفائدة والضرر
يجمع جسم الإنسان على مليارات البكتيريا في الأمعاء، والتي تُعرف مجتمعة باسم الميكروبيوم المعوي. كما توجد أيضًا مجموعة أخرى من البكتيريا في الفم تُعرف بالميكروبيوم الفموي. تساعد معظم هذه البكتيريا على تعزيز الصحة العامة والعمليات الحيوية مثل الهضم. ومع ذلك، فإن اختلال توازنها قد يؤدي إلى ظهور أمراض مختلفة، كما أشار تونومورا.
رابط جديد بين نوعين من البكتيريا والسكتات الدماغية
في دراسة سابقة، وجد الباحثون أن بكتيريا أخرى تُسبب تسوس الأسنان، والمعروفة باسم Streptococcus mutans، ترتبط بزيادة خطر النزيف داخل الدماغ. أما في الدراسة الحالية، التي جرت في أكبر مركز لعلاج السكتات الدماغية في اليابان، فقد قاموا بتحليل جميع البكتيريا القابلة للاكتشاف في لعاب المرضى والأمعاء، حيث تمت مقارنتهم بمجموعة من الأفراد الأصحاء في نفس العمر. ووجدوا أن Streptococcus anginosus كانت موجودة بنسبة أعلى بشكل ملحوظ في لعاب وأمعاء الذين عانوا من سكتة دماغية حادة مقارنة بمجموعة الرقابة.
استنتاجات مهمة حول العناية بالفم
تشير هذه النتائج إلى توفير نظرة جديدة حول العلاقة بين البكتيريا الفموية وخطر السكتة الدماغية، بالإضافة إلى استراتيجيات محتملة للوقاية. كل من S. mutans وS. anginosus معروفة بإنتاج الأحماض المسببة لتآكل المينا في الأسنان، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بنظافة الفم للحفاظ على الصحة الوقائية.