تعتبر أهمية اتباع نظام غذائي متوازن لتحسين صحتنا موضوعًا شائعًا يدور بين العديد من الأفراد. في الآونة الأخيرة، أصبح البحث عن المعلومات المتعلقة بالأطعمة المفيدة لجسمنا أمرًا معتادًا. ومع ذلك، لا تزال الأدلة المتوفرة غير كافية، مما يؤدي إلى ظهور معلومات متضاربة حول نفس المنتج.
من بين الأطعمة التي تثير الجدل في العديد من المنازل الإسبانية، تبرز البيض. في حين يعتبره بعض خبراء التغذية غذاءً غير صحي بسبب احتوائه على نسبة عالية من الكوليسترول، إلا أن هذه الرؤية بدأت تفقد قوتها؛ إذ تظهر المزيد من الأدلة على إمكانية تضمينه في نظام غذائي متوازن.
تصنيف الأطعمة الصحية
في هذا السياق، نشرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تقريرًا جديدًا ينص على أن البيض يعد واحدًا من الأطعمة الأكثر تصنيفًا كصحية لعام 2024. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القائمة لم تشهد تحديثًا منذ التسعينيات.
هذا التأكيد من الجهة الموثوقة دوليًا يعكس تزايد الدعم لأفكار خبراء التغذية الذين يسعون لدحض الفكرة السلبية المرتبطة بالبيض. وقد علقت Boticaria García، التي تعمل كصيدلانية وخبيرة تغذية، قائلة: “لمن يدعي أن تناول البيض ضار بسبب محتواه من الكوليسترول، فإن عام 2024 يحمل مفاجآت”.
تغيير المعايير
على ذات الصلة، أكدت هذه المتخصصة عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي (@boticariagarcia)، حيث يتابعها 741 ألف شخص، أنها قدمت رؤيتها حول هذا الموضوع. وقد شرحت كيف كانت المعايير التي تحدد ما يعتبر غذاءً صحيًا من قبل إدارة الغذاء والدواء في التسعينيات، ومنها الاشتراط بأن الغذاء يكون منخفض الصوديوم، ومنخفض الدهون العامة، والدهون المشبعة، والكوليسترول.
ومع التقدم العلمي والبحثي، تغيرت هذه الشروط في الوقت الحالي. فقد أكدت أن شرط تصنيف الغذاء كصحي الآن يتضمن كونه منخفض الصوديوم، ولكن ليس بالضرورة منخفض الدهون بشكل عام، بل فقط الدهون المشبعة والسكر.
كما أشارت Boticaria García إلى أن هذا التحول الواضح يعيد مكانة البيض كأحد الأطعمة الصحية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كم بيضة يمكن تناولها يوميًا؟ وتعتبر المعلومات عن الكمية المناسبة عائدة للعديد من العوامل، لكن تناول بيضة واحدة يوميًا يُعتبر خيارًا جيدًا بمعدل متوسط.
وجهات نظر أخرى
بتعليق مشابٍ، يشير خبراء آخرون إلى التغيير الجذري في المفاهيم المتعلقة بالبيض: “لقد شهدنا تحولًا تاريخيًا في نظرتنا للبيض. قبل عقدين، كان يُنظر إليه كغذاء محظور بتهمة أنه يُسبب مشاكل صحية خطيرة، لينتقل بعدها إلى مرحلة لا تعتبر فيها تناول البيض ضارًا بل كان يُقترح استهلاكه بكثرة”.
وفي هذا السياق، صرح الخبير في التغذية Aitor Sánchez قائلاً: “لا يزال البيض مصدرًا ممتازًا للبروتين، ولكن يجب أن نكون واعين لمحتواه من الكوليسترول والدهون المشبعة، والتي من الممكن أن تشكل عامل خطر لبعض الأمراض رغم أن تأثيرها لم يعد كما كان يُعتقد سابقًا.”