انتشرت مقاطع فيديو صادمة على مواقع التواصل الاجتماعي من إثيوبيا، تُظهر أعمدة دخان كثيف تتصاعد من أعماق الأرض المتصدعة، وسط تزايد الزلازل والهزات الأرضية التي تشهدها المنطقة هذه الظواهر، التي تزامنت مع النشاط الزلزالي المتكرر، أثارت مخاوف حول تأثيرها المحتمل على سد النهضة الإثيوبي، مما أعاد للذاكرة الكوابيس القديمة حول احتمالية انهيار السد، في الأيام الأخيرة، شهدت إثيوبيا عدة زلازل عنيفة، كان أبرزها زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر في العاصمة أديس أبابا، ما أثار تساؤلات مشروعة بشأن تأثير الهزات على السد العملاق مع العلم أن السد يحجز خلفه بحيرة ضخمة تبلغ مساحتها 1800 كيلومتر مربع، ويصل ارتفاعه إلى نحو 600 متر، فإن انهياره قد يتسبب في كارثة مدمرة، حيث سيجتاح 74 مليار متر مكعب من المياه الأراضي المنخفضة محدثًا دمارًا واسع النطاق.
هل يوشك السد على الانهيار؟
مع تزايد النشاط الزلزالي بنسبة كبيرة، تساءل البعض عن احتمالية انهيار سد النهضة. في ردوده على هذه المخاوف، أكد أستاذ الجيولوجيا عباس شراقي أن الزلازل التي ضربت المنطقة، والتي تراوحت قوتها بين 4.5 و5.5 درجة، تدل على نشاط زلزالي مستمر في المنطقة. لكن شراقي أكد أن السد نفسه بُني وفق معايير دولية تأخذ في اعتبارها النشاط الزلزالي للمنطقة، مشيرًا إلى أن السدود الحديثة تكون مصممة لمقاومة الزلازل.
النشاط الزلزالي والصدع الأفريقي العظيم
يشير عصام حجي، عالم الفضاء بوكالة ناسا، إلى أن النشاط الزلزالي في إثيوبيا مرتبط بمنطقة الأخدود الأفريقي العظيم، الذي يبعد أكثر من 560 كيلومترًا عن موقع سد النهضة هذا النشاط الزلزالي ليس حديثًا، بل هو جزء من عملية جيولوجية مستمرة منذ أكثر من 25 مليون سنة، مصحوبة أحيانًا بأنشطة بركانية حجي أكد أن هذه الزلازل لا تعني بالضرورة تهديدًا للسد، مشيرًا إلى أن السدود تُصمم لتحمل الهزات الأرضية وفقًا للمعايير العالمية.
التخوف الإعلامي والتضخيم
الحديث عن انهيار السد بسبب الزلازل جاء بشكل مبالغ فيه في وسائل الإعلام، مما أثر في مشاعر الجمهور وجعلهم يعتقدون أن هذه الأحداث هي علامة على انهيار السد. حجي حذر من هذا التخويف الإعلامي، مؤكدًا أنه لا يوجد دليل علمي يثبت هذه الادعاءات بدلاً من التركيز على احتمالية انهيار السد، ينبغي أن يكون التركيز على التوصل إلى اتفاقيات تعاونية بين مصر وإثيوبيا بشأن إدارة المياه في ظل وجود السد.