في تطور زلزل أسواق الطاقة العالمية وأثار قلقًا كبيرًا في دول الخليج وأعلنت دولة موزمبيق عن اكتشاف أكبر بئر نفطي على وجه الأرض بإنتاجية هائلة تبلغ 85 تريليون برميل. هذا الاكتشاف المذهل يجعل موزمبيق في طريقها لأن تصبح من أغنى دول العالم ويهدد بقلب موازين القوى الاقتصادية العالمية مما يضعها في منافسة مباشرة مع السعودية ودول الخليج التي تهيمن على صناعة النفط لعقود.
اكتشاف نفطي يهز العالم ويعيد تشكيل خارطة الطاقة
هذا الاكتشاف العملاق جاء بعد سنوات من عمليات التنقيب التي قادتها شركة النفط الصينية “سينوك” (CNOOC) بالتعاون مع الشركة الوطنية للهيدروكاربونات في موزمبيق وحجم الاحتياطي 85 تريليون برميل وهو رقم يفوق جميع التوقعات ويقع في خمس مناطق بحرية تمتد على مساحة 29 ألف كيلومتر مربع والشركات المنفذة “سينوك” الصينية تمتلك نسبة تشغيلية تصل إلى 80% في بعض المناطق مع شراكة من الحكومة الموزمبيقية ، ومن المتوقع أن ينتعش الاقتصاد الموزمبيقي بشكل غير مسبوق مع تدفقات استثمارية ضخمة من الدول والشركات الكبرى وستصبح موزمبيق أحد أكبر موردي النفط عالميًا ما سيضعها في منافسة مباشرة مع كبار منتجي النفط مثل السعودية وروسيا وأمريكا.
قلق في دول الخليج وماذا يعني هذا الاكتشاف لها
لطالما كانت السعودية والإمارات والكويت في صدارة الدول المصدرة للنفط ولكن ظهور موزمبيق كقوة نفطية جديدة يثير القلق بين دول الخليج، حيث قد يؤدي ذلك إلى:
- انخفاض الطلب على النفط الخليجي بسبب دخول مصدر جديد للأسواق العالمية.
- إمكانية تراجع الأسعار نتيجة ارتفاع العرض العالمي للنفط.
- تغير موازين القوى الاقتصادية، حيث قد تتحول موزمبيق إلى مركز نفطي عالمي يجذب الاستثمارات والشراكات الدولية.
- قد تحاول بعض الدول الخليجية عقد تحالفات جديدة للحفاظ على نفوذها في سوق النفط.
- من الممكن أن تتجه للاستثمار في قطاعات أخرى لتنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط.
تفاصيل الامتيازات النفطية في موزمبيق
بحسب الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة الموزمبيقية وشركة “سينوك” وتشمل مناطق التنقيب الرئيسية:
- مربع إس 6-إيه (S6-A): بحصة تشغيلية 70%.
- مربع إيه 6-إي (A6-E): بحصة تشغيلية 80%.
- مربع إيه 6-جي (A6-G): بحصة تشغيلية 79.5%.
- الصين تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الاكتشاف، حيث أن “سينوك” تمتلك حصة تشغيلية كبيرة والتعاون الصيني مع موزمبيق يضمن تدفقًا استثماريًا طويل الأمد في قطاع الطاقة.
ما تأثير هذا الاكتشاف على الاقتصاد العالمي
إذا بدأت موزمبيق في الإنتاج بكامل طاقتها وقد يؤدي ذلك إلى زيادة العرض العالمي مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار والدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا قد تضطر إلى إعادة النظر في سياساتها النفطية لمواجهة المنافسة الجديدة وتغير خريطة الطاقة في أفريقيا حيث كانت نيجيريا وأنغولا من أكبر منتجي النفط في القارة ولكن هذا الاكتشاف قد يجعل موزمبيق الدولة الأولى أفريقيًا في إنتاج النفط والاستثمارات الأجنبية ستتدفق إلى موزمبيق مما قد يحسن بنيتها التحتية ويجعلها مركزًا عالميًا للطاقة.
الصين الرابح الأكبر من اكتشاف موزمبيق
تعزيز النفوذ الصيني في أفريقيا من خلال “سينوك” ولديها الآن فرصة للهيمنة على إنتاج النفط في أفريقيا وهذا الاكتشاف يمنح الصين إمدادات نفطية ضخمة تعزز أمنها الطاقي لعقود قادمة والتعاون بين موزمبيق والصين سيشمل تطوير منشآت التكرير والبنية التحتية وقطاع النقل البحري لنقل النفط إلى الأسواق العالمية.
التحديات التي قد تواجه موزمبيق
من الضروري أن تضع الحكومة الموزمبيقية سياسات واضحة وشفافة لإدارة العائدات النفطية والاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة سيكون مفتاحًا لضمان استفادة الشعب الموزمبيقي من هذه الثروة والقوى العظمى قد تسعى للتأثير على قرارات موزمبيق النفطية لضمان حصولها على نصيب من هذا الاكتشاف والحفاظ على استقلالية القرار الاقتصادي والسياسي سيكون تحديًا كبيرًا أمام الحكومة الموزمبيقية.