تُعد اللغة العربية واحدة من أغنى اللغات في العالم من حيث القواعد والمفردات، حيث تحمل في طياتها العديد من المفاجآت التي قد تربك حتى أكثر المتحدثين بها طلاقة، ومن بين الكلمات التي أثارت جدلًا في الامتحانات والمناقشات اللغوية هي “أصم”، فالكثيرون لا يعرفون جمعها الصحيح أو يخطئون في تقديره، مما جعلها أحد الأسئلة التي أثارت استغراب الطلاب ودفعت البعض للخروج من الامتحانات غاضبين! فما هو الجمع الصحيح لكلمة “أصم”؟ ولماذا يُعد صعبًا على البعض؟
ما هو المعنى الحقيقي لكلمة “أصم”؟
تُستخدم كلمة “أصم” في اللغة العربية للإشارة إلى الشخص الذي فقد القدرة على السمع أو يعاني من ضعف شديد في هذه الحاسة، وهي صفة على وزن “أفعل”، والذي يُستخدم عادة للدلالة على الصفات الجسدية أو العيوب الخلقية، مثل:
- أعمى: الذي لا يبصر
- أعرج: الذي يعاني من عرج في مشيته
- أعور: الذي فقد إحدى عينيه
وكما نرى، فإن هذه الأوزان تتبع نمطًا معينًا عند الجمع، وهو ما يجعل جمع كلمة “أصم” مختلفًا قليلًا عن الجمع العادي لكلمات أخرى.
ما هو الجمع الصحيح لكلمة “أصم”؟
- عند البحث في المعاجم العربية، نجد أن الجمع الصحيح لكلمة “أصم” هو “صُمّ”، وهو جمع تكسير وليس جمع مذكر سالم.
أما إذا أردنا استخدام جمع المذكر السالم، فيمكننا أن نقول - “أصمّون”، لكنه غير شائع الاستخدام مقارنة بـ”صُمّ”.
- تتبع هذه الكلمة القاعدة اللغوية التي تنص على أن معظم الصفات التي تأتي على وزن “أفعل” تجمع على وزن “فُعْل”، مثل:
- أعور → عُور
- أعرج → عُرج
- أعمى → عُمي
لذلك، فإن الإجابة الصحيحة عند السؤال عن جمع كلمة “أصم” في أي امتحان أو اختبار لغوي ستكون “صُمّ” وليس “أصمّون”.
لماذا أربك هذا السؤال الطلاب في الامتحانات؟
- عندما طُرح سؤال جمع كلمة “أصم” في بعض الامتحانات اللغوية، فوجئ الطلاب به، حيث ظن الكثيرون أن الجمع الصحيح يجب أن يكون “أصمّون”، نظرًا لأن القاعدة المعتادة لجمع الصفات في اللغة العربية تعتمد على إضافة “ون” للمذكر السالم و”ات” للمؤنث.
- إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على الكلمات التي تأتي على وزن “أفعل” مثل “أصم”، ولذلك كان السؤال بمثابة فخ لغوي وقع فيه العديد من الطلاب.
- بعض الطلاب اعترضوا على صعوبة السؤال، واعتبروه غير متوقع، لكن في الواقع، فهم هذه القواعد يساعد في تحسين مهارات اللغة العربية ويمنع الوقوع في الأخطاء الشائعة.
خاتمة
يعتبر جمع كلمة “أصم” مثالًا رائعًا على مدى تعقيد وجمال اللغة العربية في نفس الوقت، فهو ليس مجرد سؤال امتحاني، بل درس لغوي مهم يساعد في فهم القواعد الصرفية والنحوية بشكل أعمق.
لذا، لا تستغرب إذا وجدت نفسك يومًا أمام سؤال لغوي محيّر، فربما يكون السر في قاعدة نحوية لم تكتشفها بعد!