تشكل الصحراء جزءا كبيرا من مساحة الجزائر، حيث تغطي حوالي 90% من إجمالي أراضيها، وتقع هذه الصحراء في وسط شمال قارة أفريقيا، وهي جزء لا يتجزأ من الصحراء الكبرى، حيث تمثل ما يقارب 20% من مساحتها الإجمالية، ووفقا لدراسات أجريت في عام 2018، بلغ عدد سكان المناطق الصحراوية في الجزائر حوالي 3.6 مليون نسمة، أي ما يعادل 10.5% من إجمالي عدد سكان البلاد، وتضم هذه الصحراء العديد من الواحات الشهيرة مثل واحة عين صالح، بالإضافة إلى احتوائها على موارد طبيعية هامة، أبرزها النفط والغاز الطبيعي، حيث توجد فيها حقول ضخمة مثل حاسي الرمل، عين أميناس، والسبع ورقان، والتي تعد من أهم مصادر الطاقة في الجزائر.
اكتشاف مذهل في صحراء الجزائر
في اكتشاف غير مسبوق، كشفت صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن وجود بحيرة داخل الصحراء الجزائرية، وهو أمر نادر الحدوث في هذه المنطقة الجافة، تقع هذه البحيرة في منطقة وادي الساورة، وتعد من الظواهر الطبيعية الفريدة التي نتجت عن هطول كميات هائلة من الأمطار، والتي يعتقد أنها الأشد غزارة منذ عقود طويلة.
أدلة جيولوجية تكشف ماضي الصحراء
تشير الدراسات الأثرية والجيولوجية إلى أن الصحراء الجزائرية لم تكن دائما بهذا الجفاف، حيث كانت قبل آلاف السنين مغطاة بغطاء نباتي كثيف وتضم العديد من البحيرات والمسطحات المائية، إلا أن التغيرات المناخية التي حدثت على مر العصور أدت إلى تحولها إلى صحراء قاحلة، ما أدى إلى اختفاء تلك المسطحات تدريجيا.
موقع البحيرة الجديدة
وفقا لوكالة ناسا، تمتد هذه البحيرة المكتشفة حديثا على طول سلسلة جبال أوغارتا، ويعمل وادي الساورة، الذي يعرف بكونه نهرا عابرا، على تغذيتها، ويطلق بعض سكان الجزائر المحليين على هذا الوادي اسم “الوادي”، حيث يعد مصدرا هاما للمياه في تلك المنطقة الصحراوية.
الخاتمة
تعكس هذه الاكتشافات أهمية الصحراء الجزائرية ليس فقط كمصدر للموارد الطبيعية، ولكن أيضا باعتبارها بيئة غنية بالأسرار الجيولوجية والتاريخية، ورغم الجفاف الذي يسيطر على معظم أراضيها اليوم، إلا أن ماضيها يكشف عن حقبة كانت تزخر بالمياه والنباتات، مما يجعلها موضوعا شيقا للدراسات العلمية والمناخية المستقبلية.