في خطوة مفاجئة هزّت أسواق الطاقة العالمية أعلنت قطر عن اكتشاف احتياطيات غاز إضافية ضخمة في حقل الشمال مما عزّز موقعها كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الغاز الطبيعي المسال وهذا الاكتشاف التاريخي الذي يُعد الأكبر في عام 2024 ورفع احتياطات الغاز القطرية إلى مستويات غير مسبوقة مما جعلها قادرة على تلبية جزء كبير من الطلب العالمي بأسعار تنافسية وأثار ردود فعل قوية على المستويين الاقتصادي والسياسي خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.
تفاصيل الاكتشاف الضخم في قطر
أعلنت شركة قطر للطاقة في فبراير/شباط 2024 عن اكتشاف كميات هائلة من الغاز الطبيعي في حقل الشمال وتقدر بـ 240 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى 70-80 مليار برميل من المكثفات وكميات ضخمة من غاز النفط المسال والإيثان والهيليوم ، وهذا الاكتشاف لم يكن وليد الصدفة بل جاء بعد برنامج حفر وتقييم موسع نفذته قطر للطاقة والذي أكد امتداد طبقات الغاز المنتجة لحقل الشمال باتجاه الغرب مما مكّن البلاد من تطوير مشروع جديد لإنتاج الغاز المسال في رأس لفان.
أهمية حقل الشمال في سوق الطاقة العالمي
يُعد حقل الشمال أكبر حقل غاز في العالم، حيث تبلغ مساحته 9,700 كيلومتر مربع ويتقاسمه كل من قطر وإيران حيث يُعرف في إيران باسم حقل بارس الجنوبي ويحتوي الحقل على 900 تريليون قدم مكعبة من احتياطات الغاز القابلة للاستخراج مما يجعله مصدرًا استراتيجيًا للطاقة على مستوى العالم.
التوسع في الإنتاج
تعمل قطر على زيادة إنتاجها من الغاز المسال إلى مستويات غير مسبوقة:
- رفع الطاقة الإنتاجية من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن بحلول 2027.
- الوصول إلى 142 مليون طن سنويًا قبل نهاية عام 2030 أي بزيادة 85% عن المستويات الحالية.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
هذا الاكتشاف يعزز مكانة قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال ويدعم اقتصادها من خلال تدفق عائدات ضخمة تمكنها من تنفيذ مشاريع تنموية كبرى سواء في قطاع الطاقة أو القطاعات غير النفطية وكيف يؤثر الاكتشاف على أسواق الطاقة العالمية كالتالى:
- ضغط على الأسعار العالمية: مع زيادة الإمدادات القطرية وقد تنخفض أسعار الغاز مما يؤثر على المنافسين خصوصًا روسيا والولايات المتحدة.
- تأمين احتياجات أوروبا: وسط أزمة الطاقة العالمية، يمكن لقطر أن تصبح المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا خاصة بعد تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
ردود الفعل الدولية
هذا الاكتشاف أثار قلق الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة التي تعتمد على صادرات الغاز المسال لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي ، كما أن زيادة نفوذ قطر في سوق الطاقة قد يؤثر على موازين القوى بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز.