يُعد مشروع “مستقبل مصر الزراعية” أو “الدلتا الجديدة” أحد المشروعات الضخمة التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في مصر ويعد هذا المشروع خطوة رئيسية نحو الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية وتعويض الفجوة بين الإنتاج المحلي واحتياجات السوق تم افتتاح هذا المشروع في عام 2022 بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويستهدف استصلاح مليون وخمسين ألف فدان من المساحة الإجمالية للمشروع والتي تبلغ 2.2 مليون فدان.
مشروع الدلتا الجديدة بوابة للأمن الغذائي
يهدف مشروع الدلتا الجديدة إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وتقليل الاعتماد على الواردات الزراعية، من خلال توفير منتجات زراعية عالية الجودة وبأسعار معقولة كما يساهم المشروع في تحقيق الأمن الغذائي لمصر، من خلال توفير السلع الاستراتيجية مثل القمح، الذرة، البنجر، وعباد الشمس. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
أهمية الموقع والمزايا الاستراتيجية للمشروع
يقع مشروع “مستقبل مصر الزراعي” في موقع متميز، حيث يتوافر الأيدي العاملة بسهولة، فضلاً عن سهولة وصول مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات، مع قربه من الأسواق الرئيسية وموانئ التصدير. كما يستفيد المشروع من خزانات المياه الجوفية في المنطقة، بما في ذلك خزانات الأيوسين والمايوسين والمغرة، مما يساهم في توفير مياه الري اللازمة. كما يتم استخدام تقنية ري حديثة من خلال ترعة “مستقبل مصر” لضمان كفاءة استخدام المياه في الري.
التوسع الصناعي وخلق فرص عمل جديدة
علاوة على التوسع الزراعي، يشهد مشروع الدلتا الجديدة أيضًا توسعًا في المجال الصناعي. تم البدء في إنشاء منطقة صناعية تتضمن ثلاث مراحل، تشمل بناء ثلاجات لتخزين البطاطس ومحطات فرز وتعبئة للغلال ومصانع أخرى لتصنيع الزيوت والأعلاف. هذه الخطوة ستساهم في خلق صناعة مكمّلة للزراعات القائمة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة.
وفي إطار تعزيز الاكتفاء الذاتي، تعمل الدولة على توسيع الأراضي الزراعية من خلال مشاريع مختلفة مثل مشروع “توشكى الخير” الذي يمتد على 1.1 مليون فدان، ومشروع تنمية شمال ووسط سيناء الذي يهدف لاستصلاح 456 ألف فدان. كما تشهد البلاد توسعات في مناطق أخرى مثل الريف المصري والصعيد، بهدف استصلاح أكثر من 4 مليون فدان من الأراضي الجديدة.
يُظهر مشروع “مستقبل مصر” قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وهو خطوة هامة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات. من خلال هذه المبادرات والتوسعات، تتجه الدولة نحو تطوير القطاع الزراعي وزيادة القدرة الإنتاجية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية