قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إنه لا يوجد أدنى شك في كيفية ظهور عمل التوربينات وهذا يتضح بشكل واضح من خلال الصور الفضائية، وقال أستاذ الموارد المائية إن حالة التشغيل تدفع المياه من أعلى مستوى بحيرة سد النهضة نحو التوربينات القريبة من قاع النهر مما يؤدي إلى تشغيل التوربينات ثم خروج المياه بسرعة نحو حوض تجميع المياه مما يسبب ظهور لون فاتح نتيجة حدوث دوامات يتضح ذلك جليا أثناء التشغيل بينما في حالة عدم التشغيل تبقى المياه هادئة في حوض التوربينات دون أي تغيير في اللون وهذا ما تم توثيقه في الصور الفضائية منذ الخامس من سبتمبر الماضي.
لا استفادة مصرية
أكد الخبير المصري أن مصر ليست مستفيدة من الترويج لفكرة عدم تشغيل توربينات سد النهضة الإثيوبي كما يزعم الإثيوبيون فخلال هذه الفترة وأثناء موسم الفيضانات يعتبر تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها غير مهم بالنسبة لمصرحيث يصل كامل الإيراد الحالي عند سد النهضة الذي يقدر بنحو 400 مليون م3 يوميا إلى مصر ويجب أن يمر هذا الإيراد بالكامل للحفاظ على مستوى بحيرة سد النهضة أقل قليلا من مستوى الممر الأوسط الذي يبلغ ارتفاعه 640 م ولهذا يمكن أن يتدفق الإيراد إما من البوابات العلوية والتوربينات معا أو من خلال البوابات فقط وفي كلا الحالتين تصل المياه إلى السودان ومصر.
جدوى اقتصادية ضعيفة
أفاد الخبير المائي المصري بأن الجدوى الاقتصادية لسد النهضة ضعيفة جدا نظرا لطول فترة إنشائه بشكل ملحوظ حيث كان من المفترض أن يكتمل في عام 2017 ولكنه لم يستكمل حتى الآن كما أن التوربينات لم تعمل بالشكل المطلوب بشكل مستمر على مدار السنوات القليلة الماضية ولذلك لم يوفر السد الطاقة الكهربائية اللازمة للتنمية بالنسبة للإثيوبيين كما تم الإعلان عنه في بداية المشروع.
إخفاقات متكررة
رأى شراقي أن المدة الطويلة لإنشاء السد وتشغيل التوربينات بالإضافة إلى الفشل المتكرر في التشغيل هي أمور غير معتادة في بناء وتشغيل السدود واستشهد ببناء السد العالي في مصر الذي تم إنشاؤه خلال 10 سنوات حيث بدأ توليد الكهرباء واستخدامها قبل انتهاء البناء بشكل كامل على الرغم من الفارق التكنولوجي الكبير بين الوقت الحالي وفترة الستينيات عندما تم بناء السد العالي في مصر، واعتبر الخبير المصري في مجال المياه أن طريقة مل سد النهضة بدون اتفاق مع دولتي المصب تعد جريمة بحق شعبي مصر والسودان حتى وإن لم يكن لها تأثير كبير على الدولتين في الوقت الراهن لذلك تسعى مصر إلى طرح القضية في المحافل الدولية المختلفة لحماية مواردها المائية الحالية وضمان حقوق الأجيال القادمه.