في تطور تاريخي قد يعيد رسم خريطة الطاقة العالمية تم الإعلان عن اكتشاف أكبر حقل بترول وغاز طبيعي في العالم ويمتد طوله بقدر نهر النيل، ويحتوي على احتياطيات هائلة تصل إلى 220 تريليون برميل من الغاز وهذا الحدث ليس مجرد اكتشاف جديد بل نقطة تحول كبرى تهدد بتغيير موازين القوى الاقتصادية بين الدول العظمى ، فمع ظهور منافس جديد بهذه القوة بدأت أمريكا وروسيا تشعران بالقلق من التأثير المحتمل لهذا الاكتشاف على هيمنتهما في سوق الطاقة العالمي ، ولكن السؤال الأهم الآن: كيف سيؤثر هذا الاكتشاف على مستقبل أسواق النفط والغاز؟ وما هي تداعياته على الدول الكبرى؟
تفاصيل الاكتشاف وكنز عملاق تحت مياه البحر المتوسط
يقع الحقل المكتشف في حوض دلتا النيل البحري وهو منطقة تمتد على 250 ألف كيلومتر مربع ضمن شرق البحر المتوسط إحدى أغنى المناطق بموارد الطاقة وأرقام ضخمة تهز أسواق الطاقة وفقًا للتقديرات الأولية يحتوي الحقل على:
- 1.76 مليار برميل من النفط الخام
- 223.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي
- 5.974 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي
- هذا يعني أن الاكتشاف أكبر من أي حقل غاز آخر معروف حتى الآن مما يجعله حدثًا عالميًا لا يمكن تجاهله.
السباق على الاستثمار والشركات العالمية تتهافت على الحقل الجديد
طرحت مصر مزايدة عالمية لعام 2024 تشمل 12 مربعًا للتنقيب عن النفط والغاز ومنها:
- 9 مربعات بحرية في حوض دلتا النيل
- مربع واحد في حوض هيرودوت
- 2 مربعان بريان في دلتا النيل البري
وبسبب ضخامة الاحتياطيات بدأت كبرى شركات الطاقة العالمية في التهافت على الحصول على حقوق التنقيب والإنتاج ومن بين هذه الشركات:
- شل البريطانية (Shell)
- إكسون موبيل الأمريكية (ExxonMobil)
- شيفرون الأمريكية (Chevron)
- إيني الإيطالية (Eni)
هذه الشركات ترى في مصر مستقبلًا واعدًا كمركز عالمي جديد للطاقة خاصة مع وجود هذا الاكتشاف الضخم.
كيف سيؤثر الاكتشاف على أمريكا وروسيا
تعتمد أمريكا على هيمنتها في سوق الطاقة من خلال إنتاج النفط الصخري والغاز الطبيعي المسال ومع دخول هذا الاكتشاف الجديد إلى السوق وقد تتراجع صادرات الغاز الأمريكية إلى أوروبا مما يضع ضغطًا اقتصاديًا على الشركات الأمريكية ، وروسيا هي أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم وتُعتبر أوروبا سوقها الرئيسي ومع اكتشاف هذا الحقل الضخم في مصر قد تلجأ الدول الأوروبية إلى تنويع مصادرها والاعتماد أكثر على الغاز المصري مما يقلل من سيطرة روسيا على سوق الطاقة الأوروبي وزيادة الإنتاج من هذا الحقل تعني زيادة المعروض من الغاز الطبيعي في السوق العالمي، مما قد يؤدي إلى:
- انخفاض أسعار الغاز والنفط
- تقليل الأرباح التي تحققها الشركات الأمريكية والروسية
- إعادة توزيع النفوذ الاقتصادي بين الدول المنتجة
مصر تتحول إلى قوة عظمى في قطاع الطاقة
مع امتلاك احتياطيات ضخمة من الغاز يمكن لمصر أن تحقق العديد من المكاسب الاقتصادية مثل:
- تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة
- زيادة الاستثمارات الأجنبية
- تحقيق فائض تجاري عبر تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وآسيا
التحديات التي تواجه مصر بعد هذا الاكتشاف
لاستغلال هذا الحقل الجديد تحتاج مصر إلى توسيع قدراتها في تسييل الغاز الطبيعي وتعزيز البنية التحتية لتسهيل تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية ، ومع دخول مصر بقوة في سوق الطاقة، ستواجه منافسة شديدة من دول مثل روسيا وأمريكا وقطر مما يتطلب استراتيجيات قوية للحفاظ على موقعها ويجب على الحكومة المصرية إدارة الإنتاج بحكمة لضمان تحقيق أرباح طويلة الأجل دون إغراق السوق العالمي بالغاز وخفض الأسعار بشكل مضر بالاقتصاد الوطني.