ي عالم يتسابق فيه العلماء والمبتكرون لإيجاد بدائل نظيفة ومستدامة للوقود التقليدي، برز شاب طموح بفكرة قد تقلب موازين صناعة السيارات رأسًا على عقب. الشاب “عمر السعيد”، مهندس ميكانيكي في العشرينيات من عمره، استطاع أن يطور محركًا مبتكرًا يعتمد على الماء والملح بدلاً من الوقود الأحفوري، ليصبح بذلك أول نموذج عملي لسيارة صديقة للبيئة تعمل بهذه التقنية.
سيارة تعمل بالماء والملح
لطالما كان عمر شغوفًا بالتكنولوجيا والطاقة المتجددة، ولكن الدافع الحقيقي لاختراعه جاء من أزمة الوقود المتكررة والتلوث البيئي المتزايد. بدأ بحثه خلال دراسته الجامعية، حيث تعمق في تفاعلات الكيمياء الكهربية وفكرة استخراج الطاقة من الماء عبر التحليل الكهربائي.
لكن التحدي الأكبر كان في جعل هذه الفكرة قابلة للتطبيق على نطاق واسع. واجه عمر صعوبات في تطوير خلية كهروكيميائية قادرة على إنتاج طاقة كافية لتحريك السيارة لمسافات طويلة، إلى جانب إيجاد حلول لتخزين الطاقة بكفاءة. بعد سنوات من التجارب، نجح أخيرًا في تطوير نظام يعتمد على ماء البحر أو محلول ملحي كمصدر للطاقة، مستعينًا بتقنية التحليل الكهربائي المتقدمة والبطاريات الفائقة الأداء.
كيف تعمل السيارة؟
يعتمد اختراع عمر على مبدأ التحليل الكهربائي، حيث يتم تمرير تيار كهربائي عبر محلول الماء والملح، ما يؤدي إلى فصل الهيدروجين عن الأكسجين. يتم بعد ذلك استخدام الهيدروجين كوقود لتشغيل المحرك، بينما يتم التخلص من الأكسجين بطريقة آمنة. الأهم من ذلك، أن هذه العملية لا تنتج أي انبعاثات ضارة، مما يجعلها خيارًا بيئيًا مثاليًا.
كما طور الشاب نظامًا لاستعادة بعض الطاقة الناتجة عن حركة السيارة وإعادة استخدامها في التحليل الكهربائي، مما يزيد من كفاءة الأداء ويطيل عمر البطارية. والأمر المثير أن السيارة لا تحتاج إلى بنية تحتية معقدة، إذ يمكن لأي شخص تعبئتها بالماء والملح بسهولة، دون الحاجة إلى محطات وقود متخصصة.
ردود الفعل والمستقبل الواعد
عندما كشف عمر عن اختراعه في إحدى المعارض التقنية، لاقى إعجابًا واسعًا من خبراء الطاقة المتجددة وشركات السيارات الكبرى. بعض الشركات أبدت اهتمامًا بدعم مشروعه وتمويله، بينما واجه في المقابل تحديات من بعض الجهات المستثمرة في الوقود التقليدي، التي ترى في اختراعه تهديدًا لمصالحها.
يطمح عمر إلى تطوير اختراعه أكثر، ليصبح متاحًا للجميع، وربما يحدث نقلة نوعية في صناعة النقل العالمية. فإذا تمكن من تجاوز العقبات التقنية والبيروقراطية، فقد نكون أمام بداية عصر جديد للسيارات النظيفة، حيث يصبح الماء والملح بديلًا عمليًا للبنزين والديزل.
في النهاية، قصة عمر تذكرنا بأن الإبداع والإصرار هما مفتاح التغيير، وأن الحلول المبتكرة قد تكون أقرب مما نعتقد، فقط إن منحنا العقول الشابة فرصة لإثبات قدراتها.