في ظل التحديات البيئية وأزمة الوقود التي يعاني منها العالم، يبرز الابتكار كأحد أهم الحلول لمستقبل أكثر استدامة. ومن بين العقول الشابة الطموحة، تمكن المهندس الشاب خالد الناصر من تطوير تقنية فريدة تتيح تشغيل السيارات باستخدام الماء والملح بدلاً من الوقود التقليدي، مما قد يشكل ثورة في عالم النقل.
شاب يبتكر سيارة تعمل بالماء والملح
منذ صغره، كان خالد شغوفًا بالاختراعات والطاقة المتجددة، حيث لطالما تساءل عن إمكانية تشغيل السيارات بمصدر طاقة مستدام. خلال دراسته للهندسة الميكانيكية، تعمق في مجال الخلايا الكهروكيميائية، ليكتشف إمكانية استخراج الطاقة من محلول الماء والملح عبر التحليل الكهربائي.
وبعد سنوات من البحث والتجارب داخل مختبره الصغير، نجح في تصميم نظام يحوّل الطاقة الكيميائية في الماء المالح إلى طاقة حركية، مما يمكن السيارة من السير دون الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو البطاريات التقليدية.
كيف تعمل السيارة بالماء والملح؟
يعتمد ابتكار خالد على تقنية التحليل الكهربائي، حيث يتم تمرير تيار كهربائي منخفض الجهد داخل خزان يحتوي على محلول الماء والملح، مما يؤدي إلى تحلل الماء وإنتاج غاز الهيدروجين. يتم بعد ذلك استخدام هذا الغاز كوقود داخل محرك هيدروجيني، حيث يحترق لإنتاج الطاقة الحركية اللازمة لتشغيل السيارة، مع انبعاثات تكاد تكون معدومة.
الميزة الكبرى في هذه التقنية أنها لا تحتاج إلى محطات وقود تقليدية، بل يمكن لأي شخص تعبئة خزان السيارة بالماء المالح بسهولة. كما أن كلفة التشغيل تكاد تكون معدومة مقارنة بالوقود الأحفوري أو حتى السيارات الكهربائية التي تعتمد على شحن البطاريات.
التحديات والنجاحات
لم يكن الطريق نحو تحقيق هذا الحلم سهلًا، إذ واجه خالد العديد من التحديات، مثل تطوير خلايا تحليل كهربائي فعالة، وزيادة كفاءة المحرك لاستخراج أكبر قدر من الطاقة، بالإضافة إلى مقاومة بعض الجهات التي تستثمر في الوقود التقليدي.
لكن بفضل إصراره، تمكن من عرض أول نموذج عملي للسيارة في معرض تقني للطاقة النظيفة، حيث لاقى ابتكاره اهتمامًا واسعًا من المستثمرين والخبراء. العديد من الشركات أبدت رغبتها في تبني الفكرة وتطويرها، مما يمهد الطريق لتحويلها إلى منتج تجاري يمكن أن يغير شكل صناعة السيارات في المستقبل.
ما الذي يعنيه هذا الابتكار للعالم؟
إذا تمكنت هذه التقنية من الوصول إلى مرحلة الإنتاج الواسع، فقد تكون الحل الأمثل لمشكلات التلوث البيئي وارتفاع أسعار الوقود. فبدلاً من الاعتماد على النفط أو حتى الكهرباء المولدة من مصادر غير نظيفة، يمكن للماء والملح، وهما من أكثر الموارد المتوفرة على الأرض، أن يكونا مصدر طاقة مستدامًا لا ينضب.
اختراع خالد الناصر ليس مجرد سيارة جديدة، بل هو رؤية لمستقبل مختلف، حيث يصبح التنقل أكثر استدامة، والطاقة أكثر نظافة، والعالم أقل اعتمادًا على الوقود الأحفوري. فهل نشهد قريبًا سيارات تسير بالماء والملح بدلًا من البنزين؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب عن هذا السؤال، لكن المؤكد أن العقول الشابة مثل خالد هي التي تصنع المستقبل.