في واقعة غير مسبوقة داخل أروقة التعليم، فاجأ طالب في المرحلة الثانوية لجنة التصحيح عندما كتب إملاء امتحان اللغة العربية بالفرانكو، وهو الأسلوب الذي يستخدم الحروف اللاتينية والأرقام للتعبير عن الكلمات العربية. لم يكن هذا مجرد خطأ عابر، بل كان أشبه بتمرد لغوي أثار غضب المعلمين وطرح تساؤلات حول تأثير العصر الرقمي على الأجيال الجديدة.
طالب يكتب الإملاء بالفرانكو
عندما بدأ الطلاب في كتابة فقرة الإملاء، كان الجميع منشغلين بالتركيز على قواعد اللغة وعلامات الترقيم، لكن أحد الطلاب قرر كسر القواعد بطريقته الخاصة. فبدلًا من كتابة الجملة التقليدية بالحروف العربية، ملأ ورقته بأسطر غريبة مثل:
“El taalem howa el mefta7 lel mostakbal, fa lazem nehtam bel logha el arabia 3ashan ne7faz torathna.”
ما إن وقعت عين المعلم على الورقة حتى انتفض في مكانه، غير مصدق لما يراه. كيف لطالب في امتحان رسمي للغة العربية أن يستبدل الحروف العربية بالأجنبية وكأنه يكتب رسالة نصية على هاتفه؟
غضب واستياء في أوساط المعلمين
عند تصحيح الأوراق، تصاعد الغضب بين المعلمين، واعتبروا أن ما حدث إهانة للغة العربية، بل وذهب بعضهم إلى القول إنه مؤشر على تراجع مستوى التعليم وضعف الارتباط بالهوية الثقافية.
قال أحد المعلمين: “هذا ليس مجرد خطأ، بل كارثة تربوية! كيف سنحمي لغتنا إذا بدأ الطلاب في استبدالها برموز الإنترنت؟”
في المقابل، رأى آخرون أن الواقعة ليست مجرد استهتار، بل تعكس واقعًا جديدًا يعيشه الشباب الذين نشأوا في عصر التكنولوجيا والهواتف الذكية، حيث أصبح الفرانكو وسيلة تواصل شائعة بينهم.
هل هي دعوة لإصلاح التعليم؟
بعيدًا عن الغضب والجدل، دفعت هذه الحادثة البعض للتفكير في جذور المشكلة. هل يفتقر الطلاب إلى تعليم تفاعلي حديث يجعلهم أكثر ارتباطًا بلغتهم الأم؟ أم أن وسائل التواصل الاجتماعي طغت على اللغة الفصحى حتى أصبحت غريبة عنهم؟
قد يكون الحل في إعادة النظر في طرق تدريس العربية، ودمج التكنولوجيا بشكل يحافظ على اللغة بدلًا من أن يكون سببًا في اندثارها. فالتحدي الحقيقي ليس في معاقبة الطالب، بل في فهم الأسباب التي جعلته يشعر بأن الفرانكو أكثر سهولة من لغته الأصلية.
اللغة بين التطور والحفاظ على الهوية
تظل هذه الحادثة جرس إنذار حول مستقبل اللغة العربية في عصر الرقمنة. وبينما يرى البعض أن الفرانكو مجرد ظاهرة مؤقتة ستزول بمرور الزمن، يرى آخرون أنها خطر ثقافي يستدعي تدخلاً سريعًا.
لكن الأكيد أن الطالب الذي كتب الإملاء بالفرانكو لم يكن يعلم أنه سيفتح بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل لغتنا العربية… فهل ستكون هذه الواقعة نقطة تحول نحو تعزيز حب اللغة في قلوب الأجيال القادمة؟