في أحد الأيام العادية، كان “محمود” يعمل في مختبره الخاص في منزل صغير في ضواحي المدينة. كان مهتمًا بتطوير الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي تساعد في حل المشكلات الاجتماعية. بين العديد من المشاريع التي كان يضعها في جدول أعماله، كان هناك شيء واحد كان يشغله بشكل خاص: كشف الكذب. لطالما فكر محمود في فكرة اختراع جهاز يمكنه أن يحدد ما إذا كان الشخص يكذب أم لا.
قرر محمود أن يصمم نظارة مبتكرة تستطيع أن تكشف الكذب من خلال تحليل حركة العين وتغيرات في ملامح الوجه. عمل على الفكرة لأشهر طويلة، حتى وصل إلى النموذج الأولي. كانت النظارة مزودة بتقنيات متقدمة تتبع حركة العين، ثم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل النمط العصبي والتغيرات الدقيقة في عضلات الوجه التي تحدث عند الكذب.
في اليوم الذي قرر فيه محمود أن يختبر اختراعه، قرر دعوة أصدقائه إلى منزله ليكونوا جزءًا من التجربة. ارتدى أحدهم النظارة، وبدأ محمود يطرح عليه بعض الأسئلة البسيطة مثل “هل أكلت في الخارج اليوم؟” و “هل كنت في العمل هذا الصباح؟”. في البداية، كانت الإجابات واضحة وصحيحة. لكن، عندما طرح محمود سؤالًا محيرًا: “هل أخبرتني يومًا بكذبة؟”، بدأت النظارة تومض باللون الأحمر، مشيرة إلى وجود تلاعب في الإجابة.
أدهش محمود كيف أن هذه النظارة تستطيع أن تكشف عن الأكاذيب، وكيف أن الإجابة على أسئلة بسيطة كانت قد أظهرت تلميحات كاذبة من خلال الأداة الجديدة. كانت النظارة الآن جاهزة للاختبار في المواقف الأكثر تعقيدًا.
ومع الوقت، بدأ محمود في تحسين النموذج. لاقت اختراعه اهتمامًا واسعًا، وبدأت بعض المؤسسات في التفكير في تطبيقها في مجالات التحقيقات الجنائية والشركات. ومع ذلك، كان “محمود” يفكر في تحديات جديدة: هل سيُقبل هذا الاختراع في عالم يكتنفه الشكوك حول الخصوصية والموثوقية؟