في إحدى الليالي الهادئة، كان شاب يُدعى “أحمد” يبحر في قارب صغير على أحد السواحل المجهولة. كان قد قرر الابتعاد عن صخب الحياة اليومية وخصص هذا الوقت لاستكشاف البحر والتأمل في جماله اللامتناهي. وبينما كانت الأمواج تتلاطم بلطف حوله والهواء العليل يلامس وجهه، شعر بشيء غريب، كأن هناك ما يراقبه.
فجأة، وفي وسط الظلام الدامس، ظهر أمامه مشهد لا يُصدق. كانت هناك مخلوقة غريبة تسبح في الماء، شعاع القمر ينعكس على جسدها، مما جعلها تبدو وكأنها جزء من الأسطورة. كانت تلك الكائنات التي لطالما سمع عنها في القصص القديمة: “عروسة البحر”.
كانت عروسة البحر تظهر في الأساطير ككائنات ساحرة تتمتع بجمال أخاذ وصوت عذب قادر على جذب السفن إلى مصيرها المجهول. لكن ما شاهده أحمد كان أكثر من مجرد أسطورة، كانت عيونها تتألق بالضوء الأزرق الذي يعكس عمق البحر، وشعرها يتراقص مع الأمواج بشكل غريب.
أحمد شعر بقلبه ينبض بسرعة بينما كان يراقب الكائن المذهل. لم يعرف كيف يصف ما رآه. كان الكائن يسبح بالقرب من القارب، ينظر إلى أحمد بنظرات غامضة، وكأنها تعلم أنه كان في حالة دهشة. سرعان ما اختفت المخلوقة في الظلام، تاركة أحمد مذهولًا، غير قادر على تصديق ما رأته عيناه.
ما حدث في تلك الليلة ظل يطارده طوال حياته، لكن لم يجرؤ على إخباره أحد عن تلك التجربة. وبينما كان يحتفظ بالسر في قلبه، أدرك أن البحر لا يزال يخفي أسرارًا لا يستطيع أحد تفسيرها.