في ظل الإجراءات الصارمة التي تتبعها الحكومة المصرية لتنظيم استهلاك المياه وحماية القطاع الزراعي، جاء قرار حظر زراعة وتداول الأرز الأسود في البلاد، باستثناء الأغراض البحثية التي تتم تحت إشراف مركز البحوث الزراعية هذا النوع من الأرز، رغم شهرته وانتشاره في العديد من الدول الآسيوية والأوروبية، يظل محظورًا في السوق المصرية لأسباب بيئية واقتصادية وصحية.
ما هو الأرز الأسود؟
يعد الأرز الأسود من الأنواع النادرة التي تتميز بلونها الداكن ونكهتها المميزة، ويُعرف بقيمته الغذائية العالية، حيث يُستهلك على نطاق واسع في دول مثل تايلاند، الفلبين، والهند ورغم تشابهه في طريقة الزراعة مع الأرز التقليدي، إلا أنه يحتاج إلى كميات أكبر من المياه والأسمدة، ما يجعله أكثر استهلاكًا للموارد الطبيعية.
لماذا تحظر مصر زراعته وتداوله؟
تفرض الحكومة المصرية قيودًا صارمة على زراعة الأرز بسبب استهلاكه الكبير للمياه، حيث يتم تحديد المساحات المزروعة سنويًا وفقًا لسياسات الترشيد المائي وفي هذا السياق، جاء قرار حظر الأرز الأسود لعدة أسباب رئيسية:
1. ارتفاع استهلاك المياه والأسمدة: تشير الدراسات إلى أن زراعة الأرز الأسود تتطلب كميات أكبر من المياه مقارنة بالأرز الأبيض، مما قد يؤثر سلبًا على الموارد المائية، خاصة في ظل تحديات ندرة المياه في مصر.
2. حماية الاقتصاد الزراعي: تخشى الجهات المختصة من أن يؤثر انتشار الأرز الأسود على مبيعات الأرز الأبيض، مما قد يسبب اضطرابًا في سوق المحاصيل الاستراتيجية ويؤثر على المزارعين.
3. مخاوف صحية محتملة: هناك اعتقاد بأن اللون الأسود المميز لهذا النوع من الأرز ناتج عن تركيزات عالية من مركبات كيميائية طبيعية، مما أثار جدلًا حول تأثيره المحتمل على صحة المستهلكين.
القيمة الغذائية والفوائد الصحية
ورغم حظر زراعته في مصر، يحظى الأرز الأسود بشعبية واسعة في دول عديدة نظرًا لفوائده الصحية، حيث يحتوي على:
الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد على تنظيم مستويات الكوليسترول.
مضادات الأكسدة، وأبرزها الأنثوسيانين، التي تساهم في حماية الجسم من الالتهابات والأمراض المزمنة مثل القلب والسرطان.
البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان في خفض ضغط الدم وتعزيز تدفق الدم.
مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن التي تدعم الجهاز المناعي.
أرز للأبحاث الطبية فقط
تُخصص المساحات المحدودة المزروعة بالأرز الأسود في مصر للأبحاث العلمية والطبية، حيث يُستخدم في دراسات حول تأثير مضادات الأكسدة على الصحة العامة، وذلك تحت إشراف مركز البحوث الزراعية لضمان عدم تسربه إلى الأسواق المحلية.